لقاح "أسترازينيكا" في المغرب.. عضو باللجنة العلمية يوضح أربعة أسباب للاستمرار في استخدامه

أحمد مدياني

يتواصل الجدل في أوروبا تجاه لقاح "أسترازينيكا" والذي اتخذت مجموعة من الدول حصر استخدامه لدى الفئات التي يتجاوز سنها ستين سنة، وهو من بين اللقاحات المستخدمة في المغرب لمكافحة فيروس "كورونا" المستجد.

"تيلكيل عربي" طرح السؤال حول استمرار المغرب في اعتماد "أسترازينيكا" رغم ما يثار حوله في أوروبا، على البروفيسور شكيب عبد الفتاح، عضو اللجنة العلمية والتقنية المكلفة بتدبير جائحة "كورونا" المستجد وأستاذ الأمراض التعفنية والمعدية بكلية الطب والصيدلة.

ويأتي البحث عن أجوبة حول لقاح "أسترازينيكا"، في سياق توصل المغرب بشحنته الأولى من عملية "كوفاكس" التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، وحسب المعطيات التي حصل عليها "تيلكيل عربي" فإنها تحتوي على نفس اللقاح.

وقدم البروفيسور شكيب عبد الفتاح، أربع ملاحظات بشأن اللقاح، وما يرافقه من نقاش حول فعاليته ومخاطره، خاصة ربطه بوقوع وفيات بسبب جلطات دموية لدى أشخاص تلقوا "أسترازينيكا".

وقال المتحدث ذاته، إن الملاحظة الأولى هي "تضارب القرارات في أوروبا حول الفئات العمرية التي يجب أن تستفيد من لقاح (أسترازينيكا). في كل مرة تخرج توصية مناقضة لتوصية أخرى، أحيانا يقال إنه لا يصلح لكبار السن، ثم يعودون للقول إنه لا يصلح لصغار السن، ولحدود اللحظة ليست هناك أي دراسة علمية نهائية، باستثناء نتائج مراحل تجريب اللقاح والتي أظهرت أنه فعال".

الملاحظة الثانية، حسب عضو اللجنة التقنية والعلمية، هي أن "منظمة الصحة العالمية، رخصت باستعمال اللقاح، ثم أصدرت قرارا ثانيا بأنه آمن وليست هناك أي حاجة لتعليق استخدامه، كما أنها تعتمد عليه أساسا في عملية (كوفاكس) التي تستهدف إيصال جرعات اللقاح لكل دول العالم".

أما الملاحظة الثالثة والمرتبط بمخاطر تسبب اللقاح في جلطات دموية ووفيات، أوضح البروفيسور شكيب عبد الفتاح أن "أي لقاح يسبب أعراضا جانبية لدى البشر، ودرجة تحملها تختلف من إنسان لآخر، ولقاحات (كورونا) مثل جميع لقاحات، تكسب المناعة ولكن بعدما يؤدي الجسم ثمنا قد يكون بآثر جانبية خفيفة عند البعض وقوية عند البعض الآخر".

وتابع في السياق ذاته، أن "نسبة الوفيات التي ربطت بلقاح (أسترازينيكا) تبقى منخفضة جدا بالنظر لعدد الجرعات التي طعم بها مواطنو عشرات الدول". وأضاف: "لحدود اليوم ليست هناك أي دراسة علمية تجيب عن سبب تعرض الأشخاص الذين فارقوا الحياة بسبب جلطات دموية، والاشتغال مستمر على هذا الجانب، وأتوقع أن تكون الدراسات العلمية جاهزة شهر ماي القادم".

ومر البروفيسور شكيب عبد الفتاح، للملاحظة الرابعة والأخيرة، وهي "عدم تسجيل أي حالة وفاة في المغرب بسبب تلقي لقاح (أسترازينيكا)".

وختم عضو اللجنة التقنية والعلمية لتدبير جائحة "كورونا" في المغرب، حديثه بالقول، إن "بعض القرارات المرتبطة بلاقاحات (كورونا) تبقى سياسية أكثر منها علمية وصحية".