خرج نشر مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بالرباط عز الدين إبراهيمي، اليوم الأحد 4 أبريل، بتدوينة على حسابة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عرض من خلالها تفاصيل الحالة الوبائية في المغرب، خاصة في ما يتعلق بانتشار السلالة البريطانية، كما اقترح خارطة طريق بتواريخ محددة لإنهاء تطبيق التدابير الاحترازية لمواجهة تفشي الجائحة.
وكتب إبراهي: "يتضح من قراءة سريعة للحالة الوبائية المغربية أنها شبه مستقرة كنتيجة للآثار الإيجابية لتلقيح فئات كبيرة كانت معرضة لتطوير الحالات الحرجة، ونتيجة لخاصيات الهرم السكاني المغربي الشابة، وكذلك بسبب نسبة المغاربة الذين أصيبوا بالفيروس و التي تقارب الثلاثين في المئة. وهذا ما يؤدي للإحساس بالأمان لدى العامة، ماداموا يرون أن عدد الوفيات قل والمنظومة الصحية تستحمل عدد الأصابات".
في المقابل، كشف أنه "على النقيض من ذلك فالحالة الجينومية لسلالات الفيروس المتواجدة بالمغرب، تدعو لكثير من الحذر حتى لا أستعمل مصطلح قلق".
وأضاف: "الذي يقلقني كثيرا كلما اضطررت لاستعماله. الخطر كل الخطر يأتي من تفشي السلالات المتحورة. وأتقاسم معكم هنا وفي سابقة علمية بعض نتائج بحث قيد النشر".
وأشار فب هذا الصدد إلى أنه باستعمال أداة التسلسل الجينومي، وقارنا بين انتشار سلالات (كورونا) المستجد بالمغرب والإجراءات المتخذة لمواجهة (كوفيد-19)، والمنحنى طيه مأخوذ من هذا البحث و الذي يمكن أن نلخص أهم استنتاجاته فيما يلي:
1- تحليل جينوم أول سلالة بريطانية دخلت المغرب شهر يناير مكن من تتبع انتشارها. ورغم صعوبة تحديد نسبة السلالات البريطانية بالضبط، فكل المؤشرات توحي تجاوزها لعتبة 15 في المائة وبداية انتشارها الأسي. هذه السلالة ستسود في المغرب في ظرف أسابيع وأخطر ما فيها، انتشارها السريع وإصابتها للعديدين مما قد يؤدي لضغط جديد على منظومتنا الصحية وأن نستمر في التلقيح تحت ضغط الوباء المتحور.
2- بعد تحليل التسلسل الجينومي للسلالات التي ظهرت بالداخلة والذي قام به مختبرنا بتعاون مع المعهد الصحي، أثبت أن الأمر يتعلق بالسلالة البريطانية. ويمكن أن نحسم بأن هذه السلالة التي وصلت إلى أبعد نقطة بالمغرب و المتميزة بكثافة سكانية قليلة، حتما تتواجد بكل المناطق المغربية.
3- ظهور 25 طفرة (وليست سلالة) مغربية و هذا ما كنا نحث عليه دائما بأن تكاثر الفيروس يؤدي حتما إلى ظهور طفرات محلية تنتج تلقائيا بوجود الظروف الجينية لتطورها.
4- تبعا للموقع المرجعي لتحليل البيانات "جيزيد"، يمكن تصنيف السلالة التي ظهرت لأول مرة بورزازات كسلالة جينومية مغربية مئة في المئة في انتظار تحديد خاصيتها البيولوجية.
5- يثبت هذا العمل البحثي 28 سلالة جديدة بالمغرب وعلى الخصوص السلالة النيجيرية الحاملة للطفرة 484 مع عدم ظهور أي سلالة جنوب إفريقية بالمغرب لحد الساعة.
وعليه كتشخيص في الوقت الراهن، يوضح مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بالرباط عز الدين إبراهيمي، "يمكن أن نقول أن الوضع شبه مستقر وبائيا ومقلق جينوميا. وأنا ما زلنا نحتفظ على الأقل بشهر وراء أوروبا من الناحية الوبائية الجينومية. مما يدعو إلى كثير من الحذر و قليل من المجازفة في هذه المرحلة المفصلية في مواجهة (كوفيد-19) ولا سيما أن عمليتنا التلقيحية لم تنته بعد و مازالت تحت رحمة السوق الدولية للقاحات.
وتابع المتحدث ذاته: "رغم كل هذا أرى كثيرا من الأمل في هذه الوضعية التي تحسدنا عليها كثيرا من الدول. وسيما إذا تمكنا من ترجمة هذا الوضع إلى استراتيجة محكمة مبنية على الجرأة والاستباقية و البيانات قبل القرارات"
وطرح إبراهيمي في تدوينته سؤال: "إذن ما العمل؟"
وأجاب: "بكل مسؤولية و مساهمة منا في إغناء النقاش الوطني ومد مدبري الأمر العمومي بسيناريوهات يمكن نقاشها والتي تحتمل الكثير من النقد و الخطأ، أود أن أدلو بدلوي في النقاش الوطني حول ماذا نعمل الآن".
وأضاف في معرض جوابه: "هنا يجب أن أحدد الهدف الزمني والجدولة التي أسطرها لهذه المقترحات و النظرة الإستراتيجية. فما يهمني هو الخروج من أزمة (كوفيد-19) مع الصيف، وبالتحديد مع العيد الأضحى إن شاء الله بأقل الخسائر الإنسانية والاجتماعية و الاقتصادية الممكنة".
واسترسل في تدوينته: "إذا كان لزاما علينا أن نجازف فأفضل أن نفعل ذلك مع حلول فصل الصيف لأن المنفعة الاقتصادية والاجتماعية و الصحية أكبر بكثير من المجازفة الآن. و عليه، أذكر كذلك بالمعايير الأربعة التي على أساسها أقترح أن يتم تغيير أي إجراءات بتشديدها أو تخفيفها".
وهي:
1- ضمان حماية المنظومة الصحية و تخفيف الضغط عليها.
2- مدى التراجع اليومي لعدد الوفيات.
3- مدى تراجع معدل انتقال العدوى.
4- ضمان عدم عودة موجة جديدة من الوباء.
وأورد إبراهيمي أنه "تماشيا مع توقيت أخذ قرارات تمديد حالة الطوارئ الصحية في بلادنا و الذي يصادف العاشر من كل شهر ولمدة أربعة أسابيع، فأتجرأ بأن أقترح الجدولة الزمنية التالية والتي تبقى مرنة و مرهونة بالمعطيات العلمية للأزمة الصحية:
*العاشر من أبريل: في الحقيقة و من الناحية العلمية لا أرى كيف يمكن أن نغير من الإجراءات الحالية. فكما أنني لا أرى سببا لتشديدها، لا أرى ربحا في تخفيفها مما سيؤدي حتما إلى حركية أكبر و مجازفة لا أرى منفعة منها.
*العاشر من ماي: في استقرار للأرقام و المعطيات و بعد عيد الفطر الفضيل، يمكن أن نخفف من كثير من القيود. ففي ميدان التعليم يمكن أن تكون جميع الامتحانات الاشهادية حضوريا. ويمكن فتح المقاهي و المطاعم لمدة زمنية أطول والسماح بالتجمعات بأعداد معقولة.
*العاشرمن يونيو: بعد تقييم الرفع من الحركية خلال المرحلة السابقة، يمكن أن نرفع من عدد المتجمعين في الأماكن العمومية والخاصة و تمديد ساعات فتح المقاهي و المطاعم، وعودة المتفرجين للملاعب و قاعات السينما، والعودة لإحياء بعض المناسبات.
*العاشرمن يوليوز: رفع ما تبقى من القيود و الترخيص للعيد الأضحى المبارك وطنيا و استقبال مغاربة العالم ورفع قيود التنقل وعودة الرحلات الدولية.