وجه حزب العدالة والتنمية، مساء أمس الأربعاء، شكاية إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا" تتعلق بـ"خرق القناة الثانية لقواعد الإنصاف والحياد، وقيامها بحملة انتخابية لصالح أحزاب الحكومة، وممارستها للإشهار السياسي الممنوع بالقانون"، مطالبا إياها بـ"التدخل العاجل لإيقاف بث هذه الوصلة الإشهارية المضللة، واتخاذ الإجراءات والعقوبات اللازمة في حق القناة تجاه هذا الخطأ والخلل الجسيمين، وضمان عدم تكراره".
وأوضح الحزب أنه "طبقا لمقتضيات المادة 7 من القانون 11.15 المتعلق بإعادة تنظيم الهيئة، والذي أعطى الحق للمنظمات السياسية للتقدم بشكايات في حالة خرق أجهزة ومتعهدِي الاتصال السمعي البصري للقوانين والأنظمة المطبقة على هذا المجال، وطبقا لمقتضيات الفقرة 8 من المادة 4 من نفس القانون بخصوص اختصاص المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري بالسهر على التقيد بالنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها في مجال الإشهار ومراقبة كيفية برمجة الفقرات الإشهارية، تم تسجيل خرق جسيم للقوانين المنظمة لهذا القطاع عبر إقدام القناة الثانية، في الأسبوع الثالث من شهر مارس 2025، على بث فقرة إشهارية من 2:36 دقيقة، في أوقات الذروة، قبل نشرة أحوال الطقس، وتحت عنوان: الإنجازات كبرى وطموح أكبر".
وتابع "البيجيدي" أنه "تم، خلال هذه الفقرات الإشهارية، بشكل دعائي ومضلل، الربط بين تنظيم بلادنا لكأس العالم 2030 وبين إجراءات حكومية تهم التعليم (الدقيقة 0:49)، ودعم السكن (الدقيقة 0:59)، وبرنامج "فرصة" الخاص بدعم حاملي المشاريع (الدقيقة 1:27)، والدعم الاجتماعي المباشر للأسر (الدقيقة 1:39)، ثم التأمين الإجباري على المرض (الدقيقة 2:07)، وذلك تحت عناوين دعائية وإشهارية؛ من قبيل: "في باب الاستفادة لجميع المغاربة"، و"4 ملايين أسرة تستفيد من 500 درهم إلى 1200 درهم في الشهر"، و"برنامج دعم أكثر من 21,000 حامل مشروع بتكوين وتمويل يصل إلى 10 ملايين سنتيم"، و"دعم مباشر للسكن بقيمة 7 إلى 10 ملايين سنتيم"، و"التدريس بطريقة جديدة لتحسين مستوى التلاميذ"، مع اعتماد صور دعائية مرافقة لهذا الخطاب الإشهاري، وخلط كل هذا مع نتائج المنتخب الوطني لكرة القدم وكأس العالم لسنة 2030".
وسجل الحزب أن التكييف القانوني لهذه الوقائع يجعل القناة الثانية في وضعية "انتهاك جسيم للمقتضيات القانونية الصريحة في منع الإشهار ذي الطابع السياسي، كما نصت على ذلك المادة 2- الفقرة 3 من القانون 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري"، و"خرق التزامها بالحياد والإنصاف، وعدم التحيز واحترام التوازن في تقديم العمل الحكومي، ولما تعتبرها الحكومة إنجازات، والتأكد من مدى صحة ما نسبته إليها، وعدم خلطها، بشكل مضلل، مع نتائج المنتخب الوطني، وكأنها نتائج حكومية، ومع حدث وطني يتعلق بتنظيم بلادنا لكأس العالم 2030، وكأنه شأن سياسي، وذلك في قضايا هي موضوع تنافس سياسي وسجال وآراء متضاربة بين الفاعلين السياسيين والحزبيين، في تغييب كلي للرأي الآخر، وهو مس صريح بالمبدأ الدستوري القاضي باحترام التعددية وفقا للفصلين 28 و165 من الدستور"، بالإضافة إلى "عرض هذه الوصلة الإشهارية بطريقة توهم المشاهدين بأنهم إزاء فقرة إخبارية وليس عملا إشهاريا؛ حيث غابت هذه الإشارة؛ مما يوهم المشاهد بصحة ما ورد فيها، وبأنه عمل إخباري خضع للمعايير الصحفية المهنية، وخاصة التحقق؛ مما يعد تدليسا على المشاهد وتضليلا له"، و"استغلال حدث وطني يتجاوز الحكومة وخرق لمبدأ الإنصاف عبر الربط بين احتضان بلادنا لكأس العالم وبين هذه الإنجازات المزعومة، واستعمال عبارة "الشوط الثاني" بما يُفهم منه دعاية للحكومة في أفق الاستحقاقات المقبلة؛ وهو ما يعني سقوط الشركة في حملة انتخابية لفائدة الحكومة، وذلك ضدا على ما نص عليه القانون 57.11 المنظم لاستعمال وسائل الإعلام السمعي البصري العمومي في الحملات، وخاصة في المادة 117 منه، والتي أكدت على وجوب احترام مبدأ الإنصاف".