مونديال 2026.. من مع المغرب .. ومن مع أمريكا ؟

صفاء بنعوشي

بين الدعم العلني والتراجع، تباينت مواقف عدد من الاتحادات الكروية بخصوص تنظيم نهائيات كأس العالم 2026، والتي سينافس على استضافتها كل من المغرب والثلاثي الأمريكي (المكسيك، كندا، الولايات المتحدة الأمريكية).

الاتحاد الدولي لكرة القدم، أعطى الضوء الأخضر قبل أشهر للمسؤولين عن الملفين، من أجل بدأ جولاتهم الترويجية خلال اجتماعات الأجهزة الكروية، والتظاهرات الرياضية التابعة لـ "الفيفا"، حيث أبدت مجموعة من الدولة علنا دعمها لملف المغرب، واختارت أخرى الاصطفاف وراء الترشح الأمريكي.

وسيتم الإعلان رسمياً عن اسم الدولة المضيفة لكأس العالم 2026 يوم 13 يونيو المقبل، بعد تغيير نمط التصويت، حيث أصبحت الدول الأعضاء الـ211 في "الفيفا"، من تتخذ القرار بدلا من المكتب التنفيذي.

 وسيكون المغرب بحاجة 104 صوتا على الأقل من أجل ضمان استضافة الحدث الكروي العالمي، إذ تشكل القارة السمراء 54 صوتا لوحدها.

  • الكاف روج للمغرب قاريا وهؤلاء اختاروا مساندة "موروكو2026" رغم الضغوطات

لعب الإتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف"، دورا محوريا خلال  الحملات الترويجية التي قادها المغرب بأبرز عواصم القارة السمراء، وسجل مسؤولوه حضورهم بأبرز المواعيد الرياضية القارية.

وسبق لأحمد أحمد، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، التأكيد خلال عمومية "الكاف" الأخيرة، أن إفريقيا ستدعم الملف المغربي، وأن الاتحاد القاري مستعد للانخراط في صف المغرب، من أجل مساعدته على تنظيم "المونديال" للمرة الأولى في تاريخه وللمرة الثانية في تاريخ القارة السمراء، بعد احتضان جنوب إفريقيا لنسخة سنة 2010، مشددا بأنه من الصعب أن يكون محايدا و

ولعل أولى الدول الإفريقية التي كشفت رسميا دعما لملف المغرب المونديال كانت الجارة تونس، وذلك خلال عمومية " الكاف" الأربعين، التي استضافتها مدينة الدار البيضاء، فبراير الماضي، وعلى لسان وزيرة الرياضة.

وانضمت الجارة الجزائر إلى قائمة مساندي ملف المملكة، إضافة إلى كل من الكاميرون، وغينيا بيساو، والسينغال، والكوت ديفوار وليبيا، وغانا التي استقبلت قبل أيام وفدا مغربيا برئاسة فوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة، ولمياء بوطالب، كاتبة الدولة لدى وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي.

إضافة إلى هؤلاء، التحق السودان وإثيوبيا، ومصر ومدغشقر وبوتسوانا وكينيا ومالي وإفريقيا الوسطى وسيراليون وسوازيلاند وبوركينا فاسو والبنين بالقائمة، بعد تأكيد مسؤولين كرويين للبلدان السالفة الذكر تقديم دعم لا مشروط  للرباط، لاستقبال العرس الكروي لثان مرة ببلد إفريقي وعربي، بعد نسخة 2010 بجنوب إفريقيا، و2022  المقرر تنظيمها في قطر.

ولم تنحصر جولات المغرب للبحث عن أصوات جديدة بالقارة السمراء فقط، بل انتقل وفد مغربي بحضور سفراء "موروكو 2026" إلى أبرز العواصم الأوروبية، وتمكنوا من إقناع فرنسا وبلجيكا، وصيربيا ولوكسمبورغ ومالطا وتركيا وإيطاليا والدنمارك وجوريا، إضافة إلى روسيا التي أكد سفيرها بالمغرب في ندوة صحفية سابقة، دعم إتحاده الكروي  للمملكة.

ووعد نويل لوغاريت، رئيس الاتحاد الفرنسي للعبة، بأنه سيقدم مميزات ملف "موروكو 2026" لحلفائه خلال اجتماعات مقبلة بين الطرفين.

وفي القارة الأسيوية، عبرت قطر والكويت والأردن وفلسطين وأوزبكستان وطاجاكستان، وقيرغيزستان وتركمنستان، وباكستان، إضافة إلى إندونيسيا وماليزيا وسيريلانك، رسميا عن موقف إيجابي  لاتحاداتها الكروية، بخصوص "موروكو 2026"

في حين لازال موقف السعودية وعدد من دول الخليج غامضا بخصوص المغرب، لكن التقارير الإعلامية الدولية كشفت أن صمت هاته الدول العربية يعني تفضيلها للثلاثي الأمريكي.

  • لقاءات لخطف أصوات عربية وإفريقية وأمريكا اللاتينية تساند "يونايتد 2026"

رحلات مسؤولي الثلاثي الأمريكي المشترك بلغت سرعتها القصوى بالأيام الماضية، فهم الذين اختاروا لقاء مسؤولين عن الكرة بإفريقيا، ونجحوا في خطف دعم جنوب إفريقي،  مع إمكانية التحاق أزيد من 6 إتحادات كروية إلى مساندي "يونايتد 2026".

وتسببت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة في خلط أوراق عدد من الاتحادات العربية والإفريقية، بعد تهديده بسحب الدعم الاقتصادي عن الدول التي لن تصوت لصالح "اليونايتد".

الأعضاء الـ11 في اتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم، بدورهم كشفوا نيتهم التصويت لملف أمريكا الشمالية لاستضافة كأس العالم، خصوصا وأن البطولة لم تعقد بأمريكا الشمالية منذ نسخة 1994.

أما البحرين وسلطنة عمان والأردن والإمارات العربية المتحدة، فتنتظر إشارة من السعودية لاختيار الملف الذي سيصطفون وراءه في اليوم الحاسم للتصويت، بعد اختيار عدد منهم عدم التعليق أو الرد على استقبال بعثات من أمريكا بالفترة الأخيرة، تنتمي إلى لجنة الثلاثي المشترك.

وفشل المغرب في اقتناص أي مساندة من الاتحادات  المنتمية للكونكاكاف، خلال المؤتمر الأخير الذي عقد بالأرجنتين، بعد أن أوضح الاتحاد في بلاغه التصويت إجماعا على  أمريكا الثلاثي.