التامك يدخل ''المقاهي الثقافية'' إلى سجون المملكة

حسن نجمي والحاج يونس إلى جانب مصطفى الفراخي
سامي جولال

بعد إطلاق المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج لمبادرة ''المقاهي الثقافية''، يوم أمس (الأربعاء)، في السجن المركزي بمدينة القنيطرة، من خلال استضافة هذا الأخير لحسن نجمي، الذي ناقش روايته ''جيرترود'' مع سجناء هناك، أفاد مصطفى لفراخي، مدير مكلف بالعمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم بالمندوبية، أن المبادرة المذكورة ستشمل جميع جهات المغرب.

وأضاف لفراخي، في تصريح لـ ''تيلكيل عربي''، أن الهدف الأول من هذه المقاهي الثقافية هو  حث السجناء على القراءة، والكتابة، والإبداع بشكل عام، في المجالات الثقافية والفنية. أما عن الهدف الثاني، فقال عنه المتحدث إنه يتجلى في إعمال الجانب الثقافية كآلية أساسية، في تهييئ سياسة السجناء والإدماج، حسب لفراخي الذي أوضح أن التسلح بالثقافة مدخل أساسي لتطوير كفاءة السجناء، على مستوى تملك الذكاء الاجتماعي، والعاطفي، وإعمال مرجعية ثقافية متنوعة ومختلفة في مقاربة الظواهر الاجتماعية الإيجابية أو السلبية، إلى جانب التفاعل والتواصل مع الآخر واحترامه في إطار التنوع والاختلاف، مبرزا أن كل هذه الأمور تمت مراعاتها في بلورة فكرة ''المقاهي الثقافية'' في السجون المغربية.

وأبرز الفراخي، في تصريحه للموقع، أن المبادرة سوف تعمم، ابتداء من يناير 2017، على جميع جهات المغرب، موضحا أنه سيتم إحداث، في البداية، ''مقهى ثقافي'' واحد في سجن واحد من سجون كل جهة. وأرجع لفراخي سبب هذا التدرج، إلى كون المندوبية تريد ضمان نجاح التجربة، وتأسيسها على أسس سليمة، وجعلها تُنَظَّمُ بشكل شهري داخل المؤسسات السجنية المغربية.

وعن المشاركين في هذه المبادرة، أفاد الفراخي أن المندوبية منفتحة على كل الفعاليات الثقافية، والفنية، والحقوقية، لإغناء هذه المقاهي الثقافية، وبالتالي مناقشة مجموعة من المواضيع تنتمي إلى المجال القانوني، والحقوقي، والثقافي، والفني، وتمكين السجناء من التواجد، بشكل فعلي، في النقاش العمومي.

وفيما يخص الميزانية المرصودة لهذه المبادرة، أفاد المتحدث أنها لن تكون كبيرة، مبرزا أن الأمر يعتمد، فقط، على استغلال مكتبات المؤسسات السجنية، وتجهيزها بكراسي، لكي تكون صالحة لتنظم فيها هذه الأنشطة، مبرزا أن المكتبات المذكورة ستظل محافظة على أنشطتها الطبيعية، المتمثلة في تقديم خدمات ثقافية وفكرية للسجناء.

وبالنسبة لجعل السجن المركزي لمدينة القنيطرة منطلقا لهذه المبادرة، أوضح الفراخي أن ذلك راجع إلى كون القنيطرة فيها سجناء موجزون كثر، إضافة إلى سجناء مدانين بعقوبات حبسية طويلة جدا، مبينا أن إحداث فضاء ثقافي في مؤسستهم السجنية، يشكل متنفسا مهما جدا وفسحة للراحة بالنسبة إليهم، حسب المتحدث الذي أفاد أنهم في حاجة إلى ملامسة نبض المجتمع خارج السجن، معتبرا أن ذلك سيحصل من خلال التواصل والتلاقح مع المفكرين والمثقفين داخل السجن.

وفيما يخص السجناء الذين شاركوا في تظاهرة يوم أمس بالقنيطرة، قال لفراخي إنه تم اختيار السجناء الحاصلين على شهادات جامعية بميزات مهمة، لأن الطاقة الإيوائية لمكتبة سجن المدينة المذكورة كانت ضئيلة، موضحا أنه طلب من السجناء، قبل موعد التظاهرة، قراءة الرواية، وفهمها، واستيعابها، وبالتالي مناقشتها مع صاحبها (حسن نجمي)، مبرزا أن الرواية وزعت عليهم قبل موعد التظاهرة الثقافية المذكورة.

كما قال الفراخي إن السجناء ناقشوا، مع حسن نجمي، الرواية، وأسباب وظروف كتابتها، ومجموعة من محاورها، موضحا أنه كان هناك تفاعل إيجابي بين الطرفين. وشارك الفنان ''الحاج'' يونس في التظاهرة المذكورة بتقاسيم على العود.