موجة البرد ترفع أسعار حطب التدفئة مقابل غياب للدعم

يعاني سكان جبال المغرب سنوياً لتوفير حطب التدفئة
أحمد مدياني

يواجه الآلاف من سكان المرتفعات موجهات برد قارسة خلال الفترة الحالية. ومن بين المناطق التي تعرف انخفاضاً حاداً لدرجات الحرارة، إقليم ميدلت، هذا الأخير، يضم عدد من المدن والقرى والمراكز التي يعاني ساكنته يومياً لتوفير حطب التدفئة، والذي ترتفع أثمنته، مقابل غلاء الحلول البديلة وغياب الدعم.

وكشف الفاعل الجمعوي في إقليم ميدلت، سعيد أحبار، اليوم الأربعاء، أن ثمن القنطار الواحد من حطب التدفئة (شجر الأرز)، وصل يوم أمس الثلاثاء 125 درهماً، في الوقت الذي لم يكن يتجاوز سعره قبل أسبوع فقط 80 درهماً، وشدد المتحدث ذاته في اتصال بـ"تيل كيل عربي"، أن القنطار الواحد إذا اقتصدت العائلة في استهلاكه يمكن أن يكفيها لثلاثة أيام فقط، أي أنها تحتاج قرابة 1221 درهماً في الشهر لتوفير التدفئة داخل المنازل، مع العلم حسب أحبار، أن درجة الحرارة تكون خلال فترة النهار ما بين 2 و5 درجة وفي الليل تصل إلى ناقص 2 درجات، ما يعني أن المدفئة يجب أن تبقى موقذة طيلة اليوم.

ونفى أحبار في تصريحه للموقع، وجود أي دعم للفئات الهشة في المنطقة، مقابل تحكم المضاربين في أسواق بيع حطب التدفئة والعشوائية التي تعرفها. وأضاف، أن السلطات المحلية والمنتخبة "لا توفر أي دعم ولا تقدم المساعدات بخصوص هذا الجانب".

غياب الدعم، أكده رئيس جماعة بومية التابعة لإقليم ميدلت، علي مزوغ، وقال في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، إن "جماعته لا يمكنها التدخل لتوفير حطب التدفئة"، وبرر ذلك "بغياب أي إطار في القانون المنظم يسمح لها بتوفير المساعدة للحصول عليه".

وأوضح المتحدث ذاته، أن الحالات الوحيدة التي تتدخل فيها الجماعات بالمنطقة، هي توفير المأوى للمتشردين لقضاء فترة البرد. وتابع مزوغ، أن "مشكل توفير حطب التدفئة لا يمكن للجماعة أن تدبره لوحدها، نظراً لاستهلاكه بشكل كبير، ما يفرض توفير كميات كبيرة منه، والحل بيد الدولة، والبحث عن حلول بديلة، خاصة وأن الغابات في الإقليم استنزفت".

وعن الحلول البديلة، شدد الفاعل الجمعوي أحبار، على أن الحركة الجمعوية والحقوقية بالمنطقة، تطالب منذ مدة باعتماد تسعيرة خاصة لاستهلاك الكهرباء خلال فصلي الخريف والشتاء، وهو المطلب الذي رفع أكثر من مرة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، دون أن يتفاعل الأخير، بحسبه، مع مقترحهم.

نفس المطلب أثاره رئيس جماعة بومية في تصريحه لـ"تيل كيل عربي"، وتابع أنه طالب من موقعه أكثر من مرة، بوضع امتياز لسكان المناطق التي تعرف انخفاضا حاداً في درجات الحرارة، ووضع تسعيرة خاصة لاستهلاك الكهرباء خلال شهري دجنبر ويناير على الأقل، ما يمكنهم من توفير تدفئة آمنة وصحية داخل منازلهم، في المقابل يتم حماية الغطاء الغابوي للمنطقة، وحسب علي أمزوغ، هذا هو الحل الوحيد لمواجهة غلاء وندرة حطب التدفئة، لأنه وإن تدخلت الجماعات والدولة لا يمكن حل هذا الاشكال الوطني، الذي أصبح من المفروض سن تشريعات وقوانين تنظمه.