نادية أبكري: قصة الناجية الإيزيدية عنوان الحكي والبوح معادلا للنصر

محمد فرنان

حضّرت قصة ليلى تعلو، الإيزيدية، الأم لطفلين، وهما سالار وسارة، المزدادة سنة 1987 بقرية تل بنات في شمال العراق، بالمعرض الدولي للكتاب والنشر - الرباط، عبر حفل توقيع كتاب "شمس في وجه الظلام" جرى بدار الرافدين، يوم السبت 09 ماي 2022.

قدّمت فيه كل من نادية أبكري (المغرب)، وأمان السيد (سوريا - أستراليا)، وحكمت حنا (مصر - النمسا)، وجنار نامق ( إقليم كوردستان العراق)، وخيرة خلف الله (تونس)، ونجاح هوفاك سوريا (ألمانيا) قراءتهن لتجربة الناجية الإيزيدية تحت إشراف حسو هورمي.

وقد دام اختطاف ليلى وطفليها من قبل تنظيم داعش الإرهابي سنتين وثمانية أشهر وستة أيام، (من 2014 إلى 2017)، عاشت طيلة المدة "البيع" و"الاغتصاب" مرات متكررة.

ومما حكته الناجية ليلى في المؤلف: "بعد ذلك أهداني الداعشي أبو أنس العراقي إلى المدعو سيف العراقي، وهذا الأخير كان يحتجز طفلي، في غرفة أخرى، ويغتصبني مجبرا إياي على معاشرته، والنوم معه، كانت أثناءها تصل إلى سمعي صرخات طفليّ، وتزيد من الجحيم الذي أعاني منه".

ولفتت الكاتبة نادية أبكري في مشاركتها تحت عنوان "ليلى الإيزيدية حينما يصير البوح انتصارا ومعادلا للحياة"، إلى أن "ليلى، كناجية إيزيدية من يد قبضة داعش، حاولت بكل شجاعة وحزم، تعرية واقع مؤلم، فكانت نموذجا للانتفاض والتمرد، وكسر حاجز الصمت في وجه داعش".

وأكدت الباحثة في الإعلام والصناعات الثقافية، أن "بوح ليلى كان صوتا لكل الأصوات النسائية التي التزمت الصمت خوفا من"الفضيحة"، وما تفرضه الثقافة المحلية السائدة التي ترفض البوح، والاعتراف صونا للكرامة واتقاء للعار في مجتمع لا يؤمن بالظروف بقدر إيمانه بشرف المرأة الرمزي، والانتماء العشائري".

وأشارت إلى أنه "يمكن اعتبار جرأة ليلى وقدرتها على الحكي نوعا من التحدي وإعلان الانتصار، فالذين اغتصبوا ليلى وباعوها في سوق النخاسة، سيخجلون حينما يعرفون أن الإيزيديات تجرأن وحكين بشجاعة، ولم يمتن جواريا في أسواق النخاسة، بل هن متحررات، منتصرات".

وتابعت: "بهذا يكون الحكي والبوح معادلا للنصر، فلتحكين أيتها الإيزيديات، اُسردن وقائعكن، تكلمن بلا خجل، فبالحكي عاشت شهرزاد في ألف ليلة وليلة، وبه قهرت الموت وبقيت حية، وها هو حكي ليلى يؤكد أنها لا تزال نابضة بالحرية، ليتأكد أن الحكي دائما معادل للحياة".

ونبهت إلى أن "ليلى أبدت جرأة كبيرة في الإفصاح عن معاناتها، ورغباتها، والبوح بمكنونات النفس الداخلية، وعبر هذا البوح تتكشف لنا علائق اجتماعية زائفة في واقع يفقد فيه الإنسان قيمته كفرد، معلنة بذلك الحرب على العادات والتقاليد والمعتقدات الاجتماعية والدينية ونظرة الآخر إلى الذات".

ولفتت إلى أنه "لم يعد البوح النسائي مقتصرا على الانكباب حول الذات، والاهتمام بمطاردة تاريخية مقنعة بالطابوهات، بل أضحى مرآة تعكس، وتفجر واقعا منفتحا على المجتمع، وما يرتبط به من اشتغالات وقضايا، فقد حاولت ليلى من خلال هذا السرد تصوير معاناتها وهي تحت رحمة الإرهابيين مثيرة بذلك القضايا النسوية".