انتهت في منتصف نهار اليوم (الأحد)، أمام محطة القطار الرباط المدينة، أكبر مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين يشهدها المغرب منذ إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة القدس عاصمة لإسرائيل، بعد ثلاث ساعات من السير، اجتمع فيها الاستقلاليون والإسلاميون واليساريون على شعارات غير موحدة، تدعو إلى تحرير فلسطين.
وتخللت المسيرة لحظات بلغ فيها التعبير عن الغضب حد رفع شعارات مناوئة لرؤساء الدول الأعضاء في جامعة الدول العربيةد ومنظمة التعاون الإسلامي، من قبيل "الجهاد للشباب، يا حكام الهزيمة افتحوا الحدود"، و"المقاومة قودي الثورة.. أشعليها انتفاضة بحجر ونار".
تلك الشعارات تقف وراءها أساسا جماعة العدل والإحسان، التي عبأت أكبر عدد من المشاركين، إذ اعتبر بوشتى مساعف، عضو الأمانة العامة لجماعة الشيخ ياسين، في حديث مع "تيلكيل - عربي"، إن "تحرير فلسطين مرتبط بتحرير الشعوب العربية من حكام العض والجبر".
المتحدث ذاته أضاف إن الجماعة "في هذا اليوم الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تخرج تفاعلا مع ما قام به الرئيس الأرعن للولايات المتحدة الأمريكية، من تحويل القدس إلى عاصمة إسرائيل، للتضامن والتنديد بالخطوة الأمريكية، والتعبير لها أن ما قامت به استفزاز للمسلمين، وانتهاك لمقدساتهم"
وبالنسبة إلى قيادي الجماعة الإسلامية المحظورة، خرج أغضاؤها "أيضا لتوجيه رسالة إلى المنتظم العربي مفادها، كفانا من الخنوع، ومتابعة السراب"، مضيفا "وجهنا أيضا رسالة لإخواننا والمشاركين، ندعوهم فيها إلى مزيد نن اليقظة، وأن التضامن أقل ما يمكن أن نقدمه لفلسطين".
المسيرة التي تبدو في مشهدها العام موحدة، اختارت التنظيمات المشاركة فيها وضع مسافات فاصلة بين بعضها البعض، ورفع شعارات خاصة بها، حضر فيها حزب الاستقلال، من خلال بعض قواعده، وأبرز وجوه قيادته الجديدة، أبرزها نزار البركة، الأمين العام، وعبد الواحد الفاسي، نجل الزعيم المؤسس علال الفاسي.
وأبرز البركة، الأمين العام للحزب، في حديث مع "تيلكيل - عربي"، أن "حزب الاستقلال بوصفه أول من اتخذ موقفا من القرار الجائر للرئيس الأمريكي، قرر المساهمة في تنظيم هذه المسيرة، التي تعبر أولا عن رفض الشعب المغربي للقرار الأمريكي، ومن خلالها يقول لا للظلم، ولا للمس بمسلسل السلام، ولا لتعطيل بناء الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس".
وفيما أضاف المتحدث ذاته إن حزبه شارك في المسيرة، للتعبير أيضا عن "نعم للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتحرير فلسطين، وضمان التعايش بين الأديان في القدس"، التحف نشطاء حزبه قبعات وسترات تحمل رمز الحزب، ورددوا شعارات "عهد الله لن نخون، فلسطين في العيون"، و"علال الفاسي ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح".
حزب التقدم والاشتراكية، كان مشاركا في المسيرة بقادته اسماعيل العلوي، وخالد الناصري، وبعض أعضاء تنظيماته الموازية، من قبيل الشبيبة الاشتراكية، التي قال كاتبها العام جمال كريمي بنشقرون، قي حديث مع "تيلكيل - عربي"، إن حزب علي يعتة "يشارك في المسيرة ليندد بالعدوان الاسرائيلي الغاشم على فلسطين وشعبها الأبي، وإرادته في تأسيس دولة مستقلة، وعاصمتها القدس".
المتحدث ذاته أضاف، قائلا حول القرار الأمريكي، إن حزبه حاضر في مسيرة الرباط، "لنقول للرئيس الأمريكي أنه انتهك قرارات الأمم المتحدة، ولنؤكد أن قوله بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، قرار أرعن، يجب التراجع عليه"، ولتجديد التأكيد أن "المغرب اليوم شعبا ومؤسسات، دائما مع فلسطين ومع قضيته العادلة، وضد أي اعتداء من قبيل القرار الأمريكي الأخير".
ومن اللحظات اللافتة للانتباه في المسيرة، تقابلها عند نهايتها، مع مسيرة احتتجاجية قادمة من الاتجاه المعاكس، تتقدمها تنظيمات حقوقية من قبيل الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، ويشارك فيها بعض ذوي المطالب الفردية من قبيل سكان دور صفيح بالصخيرات، وبعض النساء السلاليات.
المسيرة الموازية رفعت شعارات تعبر عن مطالب وطنية ومحلية، فأوضح أحد مؤطريها، أنهم ينددون أيضا بالقرار الأمريكي حول القدس، لكن ذلك لا ينسيهم قضاياهم المحلية، لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يصادف 10 دجنبر من كل سنة.
شعارات المسيرة التضامنية مع فلسطين، التي شاركت فيها المركزيات النقابية الأمثر تمثيلية وأذرعها القطاعية، وأحزاب أخرى من قبيل الاتحاد الاشتراكي، والأصالة والمعاصرة، وفدرالية اليسار الديمقراطي، والنهج الديمقراطي، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كانت متنوعة (الشعارات)، فردد البعض "الشيخ أخمد ياسين ارتاح.. سنواصل الكفاح".
إدارة الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها دونالد ترامب، نالا قسطا وافرا من الشجب والتنديد، بشعارات من قبيل "القدس أرضي حرة، الأمريكي يطلع برا"، وأخرى بلغت مستوى السب وشتم شخص الرئيس الأمريكي.