انتقل الخلاف الذي دام أشهرا داخل حزب العدالة والتنمية، حول التمديد لبنكيران على رأس الأمانة العامة للحزب، إلى داخل أشغال المؤتمر الوطني الثامن للحزب، الذي ينعقد اليوم بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
وتشير المعطيات التي حصل عليها موقع "تيلكيل عربي"من مصادر متطابقة من داخل المؤتمر أن مداخلات المؤتمرين من أعضاء المجلس الوطني السابق والحالي عكست صورة عن الخلاف الذي عاشه الحزب. ففي الوقت الذي أعلن عدد من الوزراء الذين تناولوا الكلمة لحد الساعة وهم كل من محمد يتيم ونجيب بوليف، وجميلة المصلي دعمهم لسعد الدين العثماني، مبررين ذلك بضرورة خلق انسجام كامل مع الحكومة التي تحتاج دعما سياسيا قويا خلال هذه المرحلة، اعتبر أنصار الولاية الثالثة أن المرحلة تقتضي خلق التمايز مع الحكومة، التي لم يكونوا راضين على مخرجات تشكيلها.
أنصار الولاية الثالثة دعوا الى التصويت صراحة على ادريس الازمي الادريسي من اجل التفرغ للحزب، والحفاظ على قوته التنظيمية والجماهيرية، وأخذ مسافة من حكومة سعد الدين العثماني. وبهذا الخصوص، كان عبد العزيز أفتاتي من أبرز المادفعين عن اختيار الازمي أمينا عاما للحزب، حيث اعتبر أن "الحكومة ليست خاصة بالبيجيدي وحده"، مما يدعو بنظره، إلى "ضرورة تقوية الإدارة التفاوضية للحزب في مواجهة الشركاء الاخرين".
واعتبر عبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة العامة للحزب أن المرحلة تقتضي جيلا جديدا من القيادات، داعيا الى التصويت على ادريس الازمي الادريسي من اجل التفرغ للحزب، وعدم السقوط في تبعية الحزب للحكومة، التي تتشكل من ست أحزاب.
اما مصطفى بابا، عضو الامانة العامة سابقا، فاعتبر أن العثماني هو رجل المرحلة القادر على قيادة الحزب والحكومة.
وقال بابا "البعض يقول أننا نريد ان نفعل ما يريده الشعب، أذكركم بما قاله بنكيران لنا حينما قلنا له لحظة 20 فبراير 2011 ان الشعب يريد، لقد أجابنا اننا لا نتبع الشعب في كل ما يريد، بل نفعل ما نراه في مصلحة الشعب، واذا لم يتبعنا فهو حر".
الى ذلك، أكد اكثر من مصدر لموقع "تيلكيل عربي" مداخلات مرحلة التداول التي تسبق التصويت السري كشفت عن وجود تقاطب بين الازمي المدعوم من انصار بنكيران، الذي فضل عدم التدخلد وتناول الكلمة، وبين الداعمين لسعد الدين العثماني.
وشددت المصادر ذاتها انه من الصعب التكهن بنتيجة المؤتمر، خاصة ان عدد المتدخلين لا يتجاوز 133 مداخلة من بين المؤتمرين الذين يتجاوز عددهم 1800 مؤتمر.