يجتمع الملك محمد السادس وعشرات القادة، اليوم (الثلاثاء) في باريس، في قمة لإعطاء دفعة لتمويل محاربة التحول المناخي.
وأطلق إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، هذه القمة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، بعد إعلان دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، انسحابه من اتفاق باريس 2015، المتعلق بارتفاع درجة حرارة الأرض.
وأُعْلِنَ، في جزيرة سيغوان في غرب باريس، حسب المصدر نفسه، عن حضور 60 من رؤساء الدول والحكومات إلى القمة المذكورة، من بينهم، إلى جانب الملك محمد السادس، إنريكه بينيا نييتو، رئيس المكسيك، ورؤساء أفارقة، إلى جانب رؤساء لجزر صغيرة معرضة للاحتباس الحراري.
كما سيحضر القمة أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، وجان كلود يانكر، رئيس المفوضية الأوروبية، حسب ''أ ف ب''.
وفيما يخص الهند، والصين، وكندا، أكبر مصدري الغاز المسبب للاحتباس الحراري، فلن يُمَثَلُوا، في القمة المذكورة، إلا من خلال وزراء، وفق المصدر ذاته، مضيفا أن الولايات المتحدة الأمريكية، التي لم يستدعَ رئيسها إلى هذه القمة، سيمثلها مسؤول من السفارة.
ويهدف اتفاق باريس 2015 إلى تخفيض ارتفاع درجة حرارة الأرض، تحت العتبة الحرجة المتمثلة في درجتين مئويتين، وفق وكالة الأنباء الفرنسية التي أوضحت أن الكوكب يتجه، باستمرار، نحو ثلاث درجات مئوية. كما أفادت أن ارتفاعا بأقل من درجة مئوية واحدة، كاف ليسبب المزيد من هطول الأمطار، وذوبان الجليد، والزيادة في متوسط مستوى المحيطات.
ولتقليل غازات الاحتباس الحراري، وتحقيق الأهداف المرجوة، فإن الأمر يتطلب استثمارات ضخمة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية التي نقلت عن جيم يونغ كيم، رئيس البنك الدولي، قوله ''تحتاج الوكالة الدولية للطاقة، في المتوسط، إلى 3500 مليار دولار من الاستثمارات في المجال الطاقي، سنويا ولمدة 30 سنة، لإيصال ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى الحد أدنى، الذي يقدر بدرجتين مئويتين''.
ولن تكون قمة اليوم (الثلاثاء) مؤتمرا للمانحين، حسب ما أوضحه الرئيس الفرنسي الذي يقترح مشاريع ملموسة لمضاعفة المشاريع في الميدان، وفق وكالة الأنباء الفرنسية التي أبرزت أنه من بين الالتزامات المحتمل الإعلان عنها في القمة المذكورة، هناك تبرعات مؤسسات، أو تحالفات من أجل حياد الكربون أو ضد الفحم.
وأوضحت وكالة الأنباء الفرنسية، كذلك، أنه من أجل إيجاد مصادر تمويل جديدة، فقد طرح العديد من الوزراء الفرنسيين فكرة ''فرض ضريبة أوروبية على المعاملات المالية''، لكنها أصبحت مشروعا ''متوفيا'' بعد سنوات من النقاش.
وذكر المصدر ذاته أن ما يقرب 200 شخص سيجتمعون أمام البانثيون (مقبرة العظماء)، على هامش القمة، رافعين لافتات تحمل شعارات ''نريد فرنسا مثالية''، و''شكرا لا نريد الكائنات المعدلة وراثيا''، وذلك بناء على دعوة صادرة عن العديد من الجمعيات.
وقال فرانك بينيماراما، الوزير الأول الفيجي، ورئيس المؤتمر 23 للأمم المتحدة حول المناخ (كوب 23)، إن التحدي هائل، ويجب فعل كل شيء للتغلب عليه''، مؤكدا على أهمية التمويل العام والخاص، وذلك في افتتاح الاجتماع الذي سيلتحق به رؤساء الدول والحكومات بعد زوال اليوم، حسب المصدر المذكور.