خبير دولي لـ"تيلكيل عربي": من الضروري التخطيط المسبق لحصاد مياه الأمطار

خديجة قدوري

شهد المغرب تساقطات مطرية مهمة ساهمت في إنعاش المخزون المائي وتحسين وضعية الفرشات المائية، وقد سجلت مختلف مناطق المملكة مقاييس متفاوتة من التساقطات.

وفي هذا السياق، وفي ما يتعلق بحصاد مياه الأمطار في المدن أفاد محمد بازة، الخبير الدولي في الموارد المائية، في تصريح لـ "تيلكيل عربي"، أنه من الضروري التخطيط المسبق لتقنيات حصاد المياه وأخذ ذلك في الاعتبار عند تصميم المباني والطرق والمساحات العمومية.  مشيرا إلى أنه من ممكن أن نفعل ذلك بعد البناء، لكن في هذه الحالة يكون مكلفًا ولا يشتغل بالشكل الجيد.

وأضاف الخبير الدولي أنه في داخل المدن غالبًا ما تكون مياه الطرق والأماكن العمومية والصناعات وغيرها ملوثة بشتى العناصر، ويكون بعضها ساما.

وأوضح بازة أن المياه التي يتم جمعها في أي مكان (ليس فقط في المدن أو القرى) لا يكون تجميعها مجديا إلا إذا كانت تضيع في البحر أو الصحراء. أما إذا كانت تساهم في تكوين الواردات المائية للسدود الواقعة أسفل منطقة التجميع، أو لتغذية المياه الجوفية، أو لاستعمالات أخرى، فمن الضروري وضع ذلك في الحسبان حتى لا نحسب هذه المياه مرتين. لكن لسوء الحظ خطأ احتساب المياه مرتين عادة ما يفعله بعض صناع القرار، إما لجهلهم الإشكال أو متعمدين".

واسترسل قائلا: هناك علميا تقنيات لجمع المياه سواء من الشوارع أو من السطوح، ففي الكثير من البلدان التي تتبنى تقنية تجميع المياه من السطوح، خاصة في القرى والبوادي وكذلك في بعض الأماكن في المدن، يتم تخزين تلك المياه في خزانات تحت الأرض في المنازل والحدائق، وتستعمل غالبا لري المحاصيل في الحدائق الشخصية حول البيوت، أو للاستعمال المنزلي للغسل، وفي بعض الأحيان تستعمل كمياه للشرب بعد معالجتها.

وفي سياق متصل، قال بازة، إن الأمطار ساهمت في إنعاش المخزون المائي وتحسين وضعية الفرشات المائية وكذلك في الإنتاج الفلاحي، لكن هناك تباين كبير بين المناطق حسب حجم الأمطار التي سقطت، لكن بصفة عامة كانت أمطار خير، وستكون لها تأثيرات إيجابية من كل النواحي".

وأفاد أنه "إذا أردنا أن نرى المخزون المائي فمنذ 6 مارس إلى حدود يوم أمس، دخلت السدود حوالي 410 ملايين متر مكعب، وهي نسبة مهمة جدا. وفي ما يتعلق بتغذية المياه الجوفية من المؤكد أنها ستكون مهمة، لكن أقل من المخزون المائي كنسبة مئوية. وفي تقديري فالفرشات ستنتعش في المناطق التي عرفت أمطارا مهمة، لكن التأثير الكبير سيكون على الكلأ بالنسبة للماشية".

واستطرد قائلا: بالنسبة للمخزون المائي من الممكن أن تزداد كمية الانتعاش في السدود نتيجة ذوبان الثلوج، لأنه إلى جانب الأمطار كانت هناك تساقطات ثلجية بعدة مناطق مغربية في المرتفعات، وذوبان الثلوج سيؤدي إلى رفع مخزون الموارد المائية في السدود.