ثلاثة أشهر بلا منح.. طالب طب بالبيضاء: نعيش على الديون ونقلص وجباتنا اليومية

بشرى الردادي

أعرب كل من مجلس طلبة الطب ومكتب طلبة الصيدلة بالدارالبيضاء، أول أمس الأربعاء، عن "استنكارهما لمعاناة شريحة كبرى من الطلبة من ظروف مادية صعبة وقاهرة، في ظل غياب صرف المنحة الجامعية "منحتي" بمدينة الدارالبيضاء استثناء، على عكس كل المواقع الأخرى، وذلك منذ أكثر من ثلاثة أشهر على بداية السنة الجامعية"، معتبرين أن ما يحدث "مس صارخ بحقوق الطلبة المادية الذين يعانون في صمت أمام غلاء تكاليف المسكن والمأكل والتنقل".

‎وسجل بلاغ مشترك توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه أن "صرف التعويضات عن المهام لا يزال متأخرا؛ حيث صرفت، إلى حدود الساعة، وبعد انتظار طويل، مستحقات دفعة واحدة، هي الدفعة الرابعة لشعبة الطب، بينما لا تزال الدفعات السادسة والخامسة والثالثة لنفس الشعبة والدفعات السادسة والخامسة والرابعة لشعبة الصيدلة تعاني هي الأخرى ماديا في غياب المنحة".

‎كما أشار البلاغ إلى أن ممثلي الطلبة عملوا، خلال الأشهر الأخيرة، على إيجاد حلول ودية لتسريع صرف كل المستحقات، لكن تستمر معاناة الطالب البسيط تحت وطأة غلاء المعيشة"، مطالبين الجهات المعنية بـ"حل إشكالية صرف "منحتي"، في أقرب الآجال، وتسريع وتيرة صرف التعويضات عن المهام، تفاديا لأي احتقان جديد في الكليات"؛ حيث أكدوا "استعدادهم التام لخوض كافة الأشكال التصعيدية لصون حقوقهم وكرامتهم".

وفي هذا السياق، قال أحد الطلبة المتضررين، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، اليوم الجمعة: "بصراحة، الوضع أصبح لا يُحتمل. نحن كطلبة في الدار البيضاء نشعر وكأننا مستثنون من حق أساسي لنا، وهو صرف المنحة الجامعية التي نعتمد عليها لمواجهة التكاليف الباهظة للمعيشة. مرت أكثر من ثلاثة أشهر، منذ بداية العام الجامعي، ولا زلنا ننتظر بصيص أمل في الحصول على مستحقاتنا، بينما زملاؤنا في باقي المدن حصلوا عليها دون مشاكل".

وتابع الطالب: "الكراء، والمواصلات، والطعام، والكتب..، كل هذه الأمور أصبحت عبئا ثقيلا على كاهلنا. أنا شخصيا، اضطررت إلى تقليص وجباتي اليومية، وأحيانا أستدين من أصدقائي، والبعض منا اضطر إلى البحث عن أعمال جانبية لإعالة نفسه، رغم أن دراستنا تتطلب تفرغا كاملا، خصوصا في تخصصات مثل الطب والصيدلة التي تحتاج إلى مجهود ذهني وبدني كبير"، متسائلا: "كيف يمكن لطالب يقضي يومه بين الدروس والتداريب الاستشفائية أن يذهب للعمل مساء فقط ليؤمن مصاريفه اليومية؟ نحن لا نطلب امتيازات، بل فقط حقوقنا التي يقرها القانون".

وعما إذا كانت هناك محاولات لإيجاد حل مع الجهات الوصية، كشف المتحدث نفسه: "لقد حاول ممثلو الطلبة، بكل الطرق السلمية، إيجاد حلول، لكن يبدو أن الجهات المعنية لم تعر الأمر الجدية اللازمة. إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإننا مستعدون لخوض جميع الأشكال النضالية الممكنة دفاعا عن حقوقنا. لا نرغب في التصعيد، لكن إذا لم نجد أذنا صاغية، فسيكون التصعيد خيارا لا مفر منه. كرامة الطالب ليست أمرا قابلا للمساومة، ونحن لن نقبل أن نظل في هذا الوضع المزري أكثر من ذلك".