لم يدع الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إشارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بأن تكون زيارته الأولى إلى باريس، وليس الرباط، تمر دون أن يستثمرها لصالح تصوره للعمل الأوروبي. ماكرون يبدأ اليوم زيارة عمل إلى مدريد.
وكان رئيس الوزراء الإسباني الجديد قد استقبل بحفاوة كبيرة في قصر الإلزيه، خاصة وأن العرف السياسي كان يقضي بأن تكون أول وجهة له هي المغرب، غير أن سانشيز أبى إلا أن يكسر هذه القاعدة/ العرف، ويتجه شمالا إلى الجارة فرنسا، وهو ما رأت فيه وسائل إعلام فرنسية، إشارة من مدريد لتقوية انتماءها الأوروبي.
وحسب مصادر مقربة من الرئاسة الفرنسية فإنه إذا كان التقارب هو الميزة الطاغية على علاقات الإيلزيه برئيس الورزاء السابق ماريانو راخوي، فإن الفرنسيين يرغبون في أن تكون الحكومة الجديدة أكثر نشاطا ومشاركة في النقاشات لأوروبية.
وتنظر باريس بعين الرضا للنزعة الأوروبية لسانشيز، وهو ما يظهرمن خلال تعيينه لشخصيات سياسية سبق لها الاشتغال في الفضاء الأوروبي كخوسيه بوريل وزير الاقتصاد، وناديا كالفينو في حقيبة البيئة، أو تيريزا ريبيرا المكلفة بالعلاقات مع الاتحد الأوروبي.
كما تقدر فرنسا أيضا تغيير موقف إسبانيا من سياسة الدفاع الأوروبية، مع التزام سانشيز بانضمام إسبانيا إلى المبادرة التي أطلقها ماكرون والداعية إلى خلق قوات تدخل أوروبية.
وأمام مؤشرات التقارب غير المسبوق ستكون زيارة الرئيس الفرنسي إلى مدريد ممتلئة بجدول أعمال أوروبي محض.
وسيعكف الطرفان خلال لقاءهما اليوم الخميس على مناقشة مسألة الربط الطاقي بين البلدين، والذي سيكون أيضا موضوع قمة ثلاثية مع البرتغال في اليوم التالي في لشبونة.
وأكدت مصادر دبلوماسية إسبانية لوكالة "إيفي" الإسبانية أن الرئيس الفرنسي "مصمّم" على تسجيل تقدم في ربط كهربائي مع إسبانيا يحترم مكافحة التغيبر المناخي.
وتسعى فرنسا إلى الحد من اعتمادها على الطاقة النووية وتعويض نسبة 10 في المائة من الربط الكهربائي التي وضعها الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2020، وهي النسبة التي لا تتجاوز اليوم 2.8 في المائة.
وستزيد أول شبكة ربط بين إسبانيا وفرنسا، عبر خليج بسكاي، من حجم التبادل الحالي من 2،800 ميغاواط إلى 5 آلاف ميغاواط ، على الرغم من أنها لن تبدأ العمل قبل عام 2025.