نطقت هيأة الحكم المكلفة بقضية مليكة مزان، الشاعرة الأمازيغية وطليقة مسؤول كبير بوزارة الخارجية والتعاون، في الساعة السادسة وعشرون دقيقة من مساء اليوم (الثلاثاء)، بحكمها في تهم "التحريض ارتكاب جنايات وجنح ضد الأشخاص، ةالتمييز والكراهية بواسطة تصريحات"، بشهرين من الحبس النافذ. وقال محمد ألمو، محامي الشاعرة، في حديث مع "تيل كيل-عربي"، إنه "مع الاحترام الواجب للأحكام القضائية، نرى أن الإدانة جاءت على غير المتوقع، سيما أن المعطيات الواقعية للملف تستدعي الحكم ببراءة موكلتي، وبالتالي فقد قررنا الطعن في الحكم بالتوجه إلى استئنافه".
"أسأتم فهمي"
وحجزت المحكمة الابتدائية بالرباط، الجمعة الماضي، ملف الناشطة الأمازيغية مليكة مزان للمداولة وتحرير الحكم، بعد مناقشة الملف، خلال جلسة قالت فيها المتهمة للقاضي، "إنه من المخجل، ومن العار أن أقف في قفص الاتهام، أنا المحبة للسلام، والمناهضة للعنف والتطرف، والمتيمة بحب الوطن".
وأضافت مزان متحدثة أمام المحكمة، حول التهم الموجهة إليها بسبب "الفيديو" الشهير الذي بثته على صفحتها في "فيسبوك"، ورأت فيه النيابة العامة "تحريضا على ارتكاب جنايات وجنح ضد الأشخاص والتحريض على التمييز والكراهية بواسطة تصريحات منشورة بوسائل الاتصال"، إنها "لا تميز بين المغاربة سواء كانوا عربا أو أمازيغ أو يهود"، مضيفة أن أشعارها وكتاباتها شاهدة على ذلك.
واعتبرت بخصوص دعوتها إلى "قطع رؤوس العرب تضامنا مع الأكراد"، أن كلامها أخرج من سياقه، وأن هذه الجريمة مستحيلة الوقوع، متهمة أطرافا أخرى باستغلال ذلك الفيديو لتصفية حسابات معها.
وأوضحت مزان "إن ما نشرته على حسابي بالفيسبوك كان غرضه التحذير من العنف، وليس الدعوة إليه" مضيفة "أنا محبة لهذا الوطن، وليس لي وطن غيره، ولا أميز بين العرب والأمازيغ فكلهم مغاربة".
وفيما شددت المتهمة "أنه لا أحد سيرفع السلاح في وجه العرب، لأنه ليس بمقدور أحد أن يقول إن هذا عربي خالص، أو هذا أمازيغي خالص"، انهارت في كلمتها الأخيرة أمام هيئة المحكمة، بالبكاء، وقالت "لنفترض جدلا سيدي الكريم أنني أخطأت، فلتغفروا لي وليغفر لي الشعب المغربي، وبلدي الذي أحبه، وأتمتع بخيراته".
ولم تتوقف مزان عند ذلك الحد، إذ أضافت "أعتذر، وأطلب الصفح من بلدي ومن شعبي، وسأحذف ما نشرته في الفيسبوك، علما أنني قمت ببث فيديو توضيحي أشرح فيه ما قصدته في الفيديو الذي انتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أتمنى أن تأخذوه بعين الاعتبار أستاذي الكريم".
"مريضة نفسيا"
ولم تخف الشاعرة الأمازيغية، التي تعمل أستاذة للفلسفة في ثانوية بالرباط، لمناسبة محاكمتها، أنها تعاني من اضطرابات نفسية، اضطرت معها إلى متابعة العلاج منذ 2010، كما تقدمت بطلب الاستفادة من التقاعد النسبي في بسبب حالتها الصحية.
وتقدمت هيأة دفاع المتهمة، من خلال محمد ألمو، الناشط الأمازيغي المحامي بهيأة الرباط، بالدفع ذاته، خلال الجلسة الثالثة من محاكمتها، فكشف أمام القاضي، أن موكلته تدخل بين الفينة والأخرى في حالة هستيرية لا تستطيع معها التحكم في أقوالها، داعيا إلى الحكم ببراءتها وإطلاق سراحها، ولو تطلب الأمر أداء كفالة مالية.
وكشف دفاع مليكة مزان، في الجلسة الثانية التي لم تحضر فيها مزان إلى المحكمة، بسبب وجودها في مصحة السجن، أنها تخضع منذ ثلاث سنوات لعلاج نفساني، وبسبب ذلك تستفيد من رخصة مرضية طويلة الأمد للتغيب عن عملها في إحدى الثانويات التأهيلية بالرباط.
يذكر أن جلسة النطق بالحكم في قضية مزان،حضرها على غرار جلسات المحاكمة، عدد من المحامين إلى جانب أفراد عائلتها، وبعض نشطاء الحركة الثقافية الأمازيغية، فيما غابت الأسماء المعروفة بدفاعها عن ملف الأمازيغية.