أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت أن وزير داخليته سيغادر منصبه بنهاية العام الجاري، ليصبح آخر مسؤول كبير يغادر الإدارة الأميركية المثقلة بالأزمات.
ويأتي ذلك بعد أسبوع من إعلان ترامب مغادرة كبير موظفي البيت الأبيض وأقرب مستشاريه جون كيلي، وغداة اختيار مدير الميزانية في البيت الأبيض ميك مولفيني المحافظ المتشدد لشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة خلفا لكيلي.
وكتب ترامب على تويتر أن "وزير الداخلية رايان زينك سيغادر الإدارة في نهاية العام بعد أن خدم لفترة تناهز عامين"، في إشارة إلى أن زينك قضى مدة اطول من العديد من كبار المسؤولين في طاقم عمل ترامب.
وتابع ترامب أن "رايان حقق الكثير خلال توليه منصبه وأو د أن أشكره على خدمته لوطننا"، مشيرا إلى أنه سيعلن تعيين وزير جديد الاسبوع المقبل.
ويتولى وزير الداخلية الإشراف على عمليات استخراج وصيانة المعادن من الأراضي المملوكة للدولة.
وكان زينك هدفا لعدد من التحقيقات المتعلقة بمسائل أخلاقية، ما جعله موضع شكاوى دائمة من الديموقراطيين الذين لم يبدوا أي ندم على رحيله الوشيك.
وربط زينك مغادرته منصبه بشن حملة "ادعاءات كاذبة" ضده.
وقال في بيان على تويتر "لا يمكنني تبرير إنفاق آلاف الدولارات للدفاع عن نفسي وأسرتي ضد ادعاءات كاذبة. من الافضل ان يركز الرئيس و(وزارة) الداخلية على الانجازات بدلا من الادعاءت الزائفة".
وقال تشاك شومر، زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون إن "رايان زينك كان واحدا من أكثر أعضاء الحكومة تسببا بالضرر بسبب الطريقة التي عامل بها بيئتنا وأراضينا العامة القي مة والطريقة التي عامل بها الحكومة".
ووجهت الديموقراطية المخضرمة نانسي بيلوسي المرشحة لاستعادة منصبها كرئيسة لمجلس النواب الأميركي في كانون الثاني/يناير نقدا لاذعا أيضا لزينك.
وقالت في بيان إن "الوزير زينك كان خادما مخزيا للمصالح الخاصة".
وأضافت ان "انتهاكاته الأخلاقية الرهيبة وجهت ضربة خطيرة ودائمة للأراضي المملوكة للدولة والبيئة والهواء النقي والمياه النظيفة".
وخضع زينك، وهو نائب سابق عن ولاية مونتانا، لنحو 15 تحقيقا بخصوص عقارات يملكها في ولايته وحول تصرفاته خلال توليه منصبه.
ومن بين التحقيقات بحقه، تحقيق حول سماحه لزوجته باستخدام سيارات حكومية وآخر متعلق باصطحابه حراسة أمنية خلال قضائه عطلة في تركيا، حسب تقرير في صحيفة "واشنطن بوست".
وساهم زينك مع رئيس وكالة حماية البيئة سكوت بروت، الذي استقال في تموز/يوليو الفائت وسط سلسلة فضائح متعلقة بانفاقه الباذخ، في تشكيل نهج رئاسي لتسهيل القواعد البيئية وإنتاج الطاقة بشكل حاد.
ويأتي رحيل زينك بعد أسبوع من إعلان رحيل كبير موظفي البيت الأبيض كيلي الجنرال المتقاعد في مشاة البحرية الأميركية (المارينز).
وأعلن ترامب الجمعة اختيار مدير الميزانية في البيت الأبيض ميك مولفيني المحافظ المتشدد لشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة خلفا لكيلي.
وسيصبح مولفيني ثالث شخص يتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض منذ تولي ترامب منصبه في كانون الثاني/يناير2017.
وغادر عدد كبير من المسؤولين إدارة ترامب، من بينهم وزير خارجية ومستشاران للأمن القومي ووزير عدل ورئيس وكالة البيئة.
وتعرض زينك لانتقادات كبيرة بسبب انفاقه الباذخ، من بينها تقارير عن تغيير إدارته لثلاثة أبواب في مكتبه بكلفة وصلت إلى نحو 139 ألف دولار، وهو مبلغ قال إنه تفاوض ليصل إلى 75 ألف دولار فقط.
كما تعرضت لانتقادات أخرى متعلقة باستخدامه طائرة مروحية تابعة للشرطة للعودة إلى واشنطن من أجل اللحاق بركوب الخيل مع نائب الرئيس مايك بنس، بالإضافة لسفره عدة مرات على طائرات غير تجارية.
وبعد أيام على تكهنات وبحث صعب، أعلن ترامب الجمعة اختيار مدير الميزانية في البيت الأبيض مولفيني لشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة.
وكتب ترامب في تغريدة "يسرني أن أعلن تعيين ميك مولفيني مدير الميزانية في البيت الأبيض، كبيرا لموظفي البيت الأبيض بالوكالة، خلفا للجنرال جون كيلي الذي خدم بلدنا بتميز".
وأضاف "أنتظر بفارغ الصبر العمل معه عندما يشغل منصبه الجديد بينما نعمل على أن نعيد لأميركا عظمتها"، مذكرا بأن كيلي لن يغادر منصبه قبل نهاية العام الجاري.
وأكد الرئيس الأميركي أن كيلي "رجل وطني عظيم وأريد أن أشكره شخصيا على التزامه".
من جهته، أكد مولفيني في تغريدة أنه "شريف كبير" له. وأضاف أن العام "2019 سيكون رائعا".
ويشغل مولفيني حاليا منصب مدير مكتب الإدارة والميزانية الذي يعارض وزير الميزانية في إدارة ترامب. وسيصبح مولفيني ثالث شخص يتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض منذ تولي ترامب منصبه في كانون الثاني/يناير2017.
وهذا العضو الجمهوري السابق عن كارولاينا الجنوبية الذي يبلغ من العمر 51 عاما، معروف بتأييده ميزانية متقشفة وبأفكاره المحافظة جدا.
وكان مولفيني عمل في الماضي مديرا بالوكالة لمكتب الحماية المالية للمستهلكين الذي يحمي المقترضين ومستخدمي بطاقات الائتمان وأثار غضب الديموقراطيين عندما طالب بتقليص المكتب.
وكبير الموظفين أو الأمين العام للبيت الأبيض مسؤول أساسي في الرئاسة الأميركية. وهو مساعد الرئيس المقرب ومنسق عمل إدارته.