ندد صحافيون من الإذاعة الجزائرية ، الأحد بعدم السماح لهم بتغطية التظاهرات التي شهدتها البلاد مؤخرا، وغياب الحياد في معالجة الأحداث السياسية من خلال "تغطية مميزة" لأنصار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بحسب رسالة تلقتها وكالة فرانس برس.
وتجاهلت القنوات التلفزيونية والإذاعات الحكومية المسيرات والتظاهرات، التي شارك فيها الآلاف في مختلف مناطق البلاد الجمعة، احتجاجا على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة.
وند د محررو الرسالة "بعدم احترام الحياد في معالجة الأخبار".
ولم تحمل الرسالة توقيعا، لكن محرريها أكدوا أنها تعبر عن رأي العديد من زملائهم في الإذاعة بمختلف قنواتها.
وجاء في الرسالة "نحن نعمل في الخدمة العمومية ولسنا صحفيي الدولة" و"الإذاعة الجزائرية ملك لكل الجزائريين (...) ومن واجبنا إعلامهم جميعا".
وأضافوا "إن قرار المسؤولين بتجاهل المظاهرات الكبيرة ليوم 22 فبراير 2019،ليس إلا أحد مظاهر الجحيم الذي نعيشه يوميا أثناء ممارسة مهنتنا".
وأكد الصحافيون أن هم يرفضون "المعالجة المميزة والاستثنائية التي يفرضها المسؤولون لصالح الرئيس والتحالف الرئاسي، وتقييد هذه المعالجة عندما يتعلق الأمر بالمعارضة".
وتحدثوا عن "توتر شديد في قاعات التحرير" داعين المدير العام للإذاعة الوطنية شعبان لوناكل للعمل معهم "لمصلحة إعلام(الجزائريين) بكل موضوعية".
وتبعا لذلك قرر مسؤولوها توقيف البرنامج الأسبوعي "مسيرة التاريخ" الذي تقدمه مريم عبدو منذ سنوات؟
كما علمت فرانس برس أنه تم "إعفاء" صحافي من تقديم برنامج "معرض الصحافة" لأنه أشار إلى عنوان "الشعب يكسر حاجز الخوف" الصادر في صحيفة "ليبرتي" بالفرنسية اليوم الأحد.
وحتى القنوات التلفزيونية الإخبارية الخاصة، التي عادة ما تهتم بالحدث وتنقله مباشرة، لم تقم بتغطية تظاهرات الجمعة بشكل واسع.
وأغلب هذه القنوات ملك لرجال أعمال مقربين من الرئيس بوتفليقة.
وانتشرت عبر قاعات التحرير مبادرة من صحافيين يريدون الالتقاء من أجل الدفاع "عن مبادئ المهنة وحق المواطن في إعلام نزيه وحق الصحفي في ممارسة المهنة بنبل (...) دون مزايدة أو تعتيم أو توجيه" كما كتب أصحاب المبادرة.
واستجاب آلاف الجزائريين الجمعة لدعوات للتظاهر صدرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في عدة مناطق من البلاد للاحتجاج على ترشح بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999 لولاية خامسة في الانتخابات المقر رة في 18 أبريل.
واليوم الأحد 24 فبراير تظاهر المئات في وسط العاصمة الجزائرية وتدخلت الشرطة لمنعها. وهذه أيضا لم تغطها الإذاعة ولا التلفزيون الحكوميين.
ويتنقل بوتفليقة على كرسي متحر ك منذ أصيب بجلطة في الدماغ في 2013، وقد أعيد انتخابه باستمرار منذ 2004 بنسبة تفوق 80 بالمائة من الأصوات ومن الجولة الأولى.