أمزازي: هذه تفاصيل خطة المغرب لتكوين مربيات التعليم الأولي وتعميمه في أفق 2027

أحمد مدياني

يواصل المغرب جهوده لتحقيق التزامته تجاه تعميم التعليم الأولي، وذلك في سياق تنزيل رؤية 2027 التي تتوقع المملكة بحلولها تحقيق نسبة 100 في المائة من إدماج الأطفال في سن التعليم الأولي بسلكه، وصياغة نموذج اقتصادي للمربيات للرفع من قدراتهن، واللائي يتوقع أن يكن 56 ألفاً في أفق 2027.

وكشف وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي، في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، اليوم الأربعاء، عن خطة المغرب لتنزيل تعميم التعليم الأولي، خاصة الشق المرتبط بتكوين الموارد البشرية والبنيات التحتية الموجهة لهذا المشروع خاصة في المجال القروي.

تصريح الوزير أمزازي جاء على هامش ندوة إفريقية ينظمها مكتب "اليونسكو" لدى الدول المغاربية، أمس الأربعاء، بأحد فنادق الدارالبيضاء، وذلك حول جودة تعليم الطفولة المبكرة وتحقيق احترافية المربيات والمربين، وذلك بشراكة مع وزارة التربية لوطني والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، ومنظمة العمل الدولية.

وأوضح أمزازي، في حديثه لـ"تيلكيل عربي"، أن المغرب أصبح يتوفر منذ سنتين على إطار منهجي وطني معتمد من طرف وزارة التربية الوطنية صيغ بمعية "يونيسيف"، والسنة الماضية قامت الوزارة بتعميمه على جميع الأكادميات الجهوية.

هذا المنهج الوطني، يضيف أمزازي، يتم تنزيله عبر بيداغوجية، ويتضمن الأنشطة الفصلية خلال الأسبوع بما فيها المهارات والكفايات للتطوير الذهني والاجتماعي للطفل.

في هذا الصدد، صرح الوزير أن  تطوير قدرات وكفاءات المربيات سوف ييسر ولوج الأطفال للسلك الابتدائي ويحد من الهدر المدرسي، خاصة وأن شهادات أساتذة التعليم الابتدائي تؤكد أن مرور الأطفال من مسار التعليم الأولي يساعدهم على النجاح والتحصيل العلمي.

وبخصوص مناهج التكوين التي سوف تعتمد ومصير من يشتغلن ويشتغلون في القطاع قبل تنزيل هيكلته في التعليم العمومي، قال الوزير إن "التكوين سوف يعتمد الإطار المنهجي الوطني. والمهمة اليوم هو ضمان التجانس بين المربيات خريجات مختلف مسارات التكوين لأنهن في مستويات متفاوتة، منهن غير الحاصلات على شهادة الباكالوريا ومنهن من حصلن عليها".

وأضاف: "سوف نطور بعض التكوينات التأهيلة لن تكون متوجة بدبلوم ولكن بشهادة، من جهة أخرى تم إحداث دبلومات باكالوريا زائد اثنين بالنسبة للتكوين المهني وهذه الشعبة سوف تفتح في عدد من المراكز حول المغرب، وأيضاً إجازة مهنية".

"اليوم الجامعات المغربية أصبحت تطرح إمكانية متابعة الدارسات العليا في تخصص الطفولة المبكرة، ونجد في جامعة محمد الخامس بكلية علوم التربية وجامعة مولاي اسماعيل بالمدرسة العليا للأساتذة، أنه تم فتح إجازة مهنية مختصة بالطفولة المبكرة، أيضاً وزارة الشباب والرياضة والثقافة فتحت منذ ثلاث سنوات تكوينا في معهد مولاي رشيد في الرباط مختص بالطفولة المبكرة، وسوف نعمم هذه التجربة على المستوى الوطني"، يقول وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.

وتابع أمزازي أن "المنظومة اليوم فيها مليون و400 ألف تلميذ في سن ولوج التعليم الأولي، استطعنا خلال بداية مشروع تعميمه دمج 700 ألف تلميذ وهذه السنة سجلنا 800 ألف تلميذ ونراهن على أن نصل إلى نسبة 75 في المائة بحلول العام 2021 و100 في المائة خلال العام 2027".

وشدد المتحدث ذاته على أنه "ليس قطاع التربية الوطنية وحده من يشتغل على التعليم الأولي. هناك وزارة الداخلية، عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بدورها تشتغل في هذا الاتجاه، خاصة على مستوى العالم القروي، حيث سوف يتم إحداث 15 ألف حجرة في أفق 2023 ببرنامج مكثف لتكوين المربيات".

وبخصوص ما هو مرتبط بالتنوع الثقافي واللغوي لجهات المغرب، وكيف ستقوم الوزارة بتلبية حاجيات كل منطقة حسب خصوصيتها، قال الوزير إنه "تم إعداد 17 كتاباً تراعي خصوصيات كل منطقة، لكنها مؤطرة كلها بالمنهج الوطني الذي تم تعميمه السنة الماضية على الأكاديميات الجهوية".

واعتبر أمزازي أن الندوة الإفريقية المنظمة اليوم في الدار البيضاء، "فرصة لتقاسم التجارب والاستفادة منها، كما أنها فرصة لصياغة  نموذج اقتصادي لفائدة المربيات اللائي يشىتغلن في التعليم الأولي. كما أنها مناسبة لربط عدد من الشركات مع الدول الإفريقية".