أوزين لـ"تيلكيل عربي": لدي طموح لخلافة لعنصر ولا يمكن لوهبي أن يعرف "ريحة تقاشرنا" ولا يعرف لغتنا

بشرى الردادي

أعادت اللغة الأمازيغية وما تسببت فيه من ملاسنات حادة، أمس الاثنين، في جلسة عمومية للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، بين وزير العدل عبد اللطيف وهبي وعدد من النواب البرلمانيين، واقعة "الكراطة" إلى الواجهة، معيدة معها محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة الذي أعفي آنذاك على إثرها.

وبدأت الملاسنات بين وهبي وأوزين عندما طرحت النائبة البرلمانية عن حزب الحركة الشعبية زينب أمهروق سؤالا بخصوص الحلول التي ستتخذها وزارة العدل لمشكل المغاربة الذين لا يعرفون اللغة العربية في المحاكم، ليرد عليها بالأمازيغية: "شكرا للا، لكنني أتحدث الأمازيغية السوسية، ولا أفهم ماذا تقولين"، ما دفع أوزين للتدخل: "أتمنى من السيد وهبي الذي بشرنا مؤخرا أنه يعرف رائحة التقاشر ديال المغاربة، أن يبين لنا أنه يعرف اللغة الرسمية لبلده".

وهبي بدوره لم يسكت، إذ تصيد لأوزين الفرصة وأعاد تذكيره بحادثة استعمال "الكراطة" لشفط المياه من ملعب مولاي عبد الله، بقوله: "المحاكم لي غادي نبنيو، غادي تكون مزيانة، باش ماتغرقهاش الشتا بحال التيرانات".

فما سبب غضب أوزين الشديد من جواب وهبي على سؤال أمهروق بخصوص اللغة الأمازيغية؟ وما رده على إعادة إحياء واقعة "الكراطة"؟ وما رأيه في حادثة "تقاشر وهبي"؟ أسئلة وأخرى يجيب عنها النائب البرلماني عن حزب الحركة الشعبية، في حديث خاص مع موقع "تيلكيل عربي".

*ما الذي أغضبك لهذه الدرجة من رد وهبي على أمهروق؟

مداخلتي كانت دفاعا عن حق دستوري للمغاربة ذكّرت فقط بتنزيله، بعد تأخر كبير. لقد كانت فرصة للإحساس بمعاناة شريحة عريضة لا تفهم اللغة العربية.

عندما يتجرأ مسؤول حكومي ويقول: "أنا كنعرف حتى ريحة التقاشر ديال المغاربة، هادي إلا ما كانتيش كتعرف شي حاجة أخرى؛ بمعنى أنك كتعرف عليهم الكبيرة والصغيرة، وهذا أمر جيد، لكن قولك هذا يلزم عليك ضمنيا، أن تكون عارفا بلغتهم الرسمية، وإلا فإنك لا تعرف أي شيء عنهم؛ بمعنى أن عبارتك تلك لم تكن سوى كلام فارغ نابع عن عنهجية".

*ما رأيك في استعانته بـ"حادثة الكراطة" من أجل الرد عليك؟

أريد أن وضح نقطة هنا، وهو أنه هذه ليست المرة الأولى التي يأخذ فيها رئيس الفريق نقطة نظام ليرد علي دفاعا عن حكومته، وكأنها هي التي صوتت عليه، في تنكر تام لمهمته البرلمانية. السيد ولى راجل كبير شي شوية وبدا يخرج ويدخل فالهدرة، ويبدو أنه نسي أنه كبرلماني، يجب عليه الدفاع عن المواطنين وإيصال همومهم ومشاكلهم، إذ تحول بقدرة قادر، إلى محام لمحامٍ. كل خطرة رئيس الفريق خاصو يدافع على وهبي. وأقول هنا، إن جمعيات أمازيغية غاضبة للغاية من تصريحاته، حيث تستعد لإصدار بيان بهذا الخصوص، كونه قارن اللغة الأمازيغية بـ"لغة الكراطة".

أما بخصوص لجوء وهبي لـ"حادثة الكراطة" للرد علي، فهو بخلاصة ما لقى باش يدافع. هو لم يرد علي كما يجب عليه أن يفعل، بل سبني، من أجل الهروب من النقاش الدائر حول التنزيل الدستوري للغة الأمازيغية.

*هل لديك طموح لزعامة الحركة الشعبية، بعد ما صرح أمينها محمد لعنصر استعداداه للتخلي عنها؟

لدي طموح لزعامة الحزب نعم، إلا أنني لم أتخذ أي قرار نهائي بعد للترشح.

*ما السبب؟

الأمر ليس متوقفا على طموحي الشخصي، بل هناك مشاروات ونقاش بين الإخوان في الحزب، وسنرى فيما بعد أين سترسى الاختيارات. نحن الآن في مرحلة همنا الوحيد فيها أن الحزب يبقى متجانس ومجموع وفايق مقاد، لأننا في وضع معارضة، التي تعتبر فرصة كبيرة من أجل تقويته وإعادة النظر في تنظيماته، وهياكله، ومواقفه.. إلخ.

*ما حقيقة ترويج عريضة تطالب بعقد مؤتمر استثنائي لمنظمة النساء الحركيات، لإسقاط رئيستها نزهة بوشارب ومحاسبتها؟

هذه معطيات غير صحيح البتة. لا يمكن إسقاط بوشارب بهذه البساطة. ما وقع هو أن مجموعة من المناضلات طلبن عقد اجتماع حضوري للمكتب التنفيذي، وتمت الاستجابة لذلك.

الإسقاط لن يكون بوثيقة، فنحن في مؤسسة. لذلك، وجب انتظار انعقاد المؤتمر ومناقشة الفكرة، والأهم من ذلك، تقديم حصيلة المنظمة، واستحضار أنها حصيلة المنظمة ككل، بمعنى أنه لعضوات المكتب التنفيذي مسؤولية هن الأخريات، وليس اختزالها في شخص بوشارب فقط؛ بمعنى أن المحاسبة ستكون جماعية.

*لكن هناك حالة غضب وسط النساء الحركيات على طريقة عمل بوشارب؟

حالة الغضب التي كانت بين الأخوات سببها رغبتهن في عقد الاجتماع حضوريا، عكس بوشارب التي كان تريد عقده عن بعد.