الصحافة الإسبانية متوجسة من شراء المغرب صواريخ "HIMARS" الأمريكية: الصفقة تشكل تهديدا لنا

بشرى الردادي

أبدت الصحافة الإسبانية توجّسها من موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على احتمالية بيع المغرب أنظمة "HIMARS" الصاروخية، بتكلفة تقديرية تبلغ 524.2 مليون دولار، معتبرة أن هذه الصفقة تشكّل تهديدا لإسبانيا.

وحسب تقرير مفصّل لموقع "Larazon" الإسباني، أكّدت الوثيقة التي سلمتها وكالة التعاون الأمني التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية "DSCA" إلى الكونجرس، لإخطاره بهذا البيع المحتمل، أن "المغرب طلب شراء 18 قاذفة صواريخ "M142 HIMARS"، التي اشتهرت، بشكل خاص، بعد الدور الرئيسي الذي أدته في الحرب في أوكرانيا ضد المواقع الروسية"، مشيرا إلى أن "قذائف الصواريخ التي ستسلم للمغرب ذات مدى أكبر من تلك المقدمة لأوكرانيا".

ووفق نفس المصدر، طلب المغرب أيضا، 40 منظومة قذائف تكتيكية عسكرية من طراز "MGM-140 ATACMS"، و36 نظاما "M31A2" موجها لصواريخ الإطلاق المتعددة "GMLRS"، و36 رأسا حربيا بديلا من طراز "M30A2" لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة "GMLRS"، فضلا عن مواد أخرى؛ مثل المركبات، ومعدات الإرسال، وأجهزة استقبال نظام تحديد المواقع العالمي "GPS"، مشيرا إلى أنه "بالإضافة إلى أهمية امتلاك المغرب لصواريخ "HIMARS"، ربما يكون أخطر شيء هو حقيقة أنه حصل أيضا على صواريخ متوسطة المدى".

وأوضح تقرير "Larazon" أن المدى المعترف به والمثبت لنظام "HIMARS" يصل إلى 300 كيلومتر، ومجموعة متنوعة من الذخائر المستقبلية قيد التطوير، والتي ستوفر نطاقا ممتدا يتجاوز 499 كيلومترا. كما أنه يوفر إمكانية إطلاق النار والتحليق، التي تحسن بقاء الطاقم والمنصة في بيئات عالية التهديد. ويمكن للنظام وضع وإطلاق النار ونقل وإعادة التحميل، في غضون دقائق؛ مما يقلل، بشكل كبير، من قدرة الخصم على تحديد موقع "HIMARS" واستهدافه.

كما طلب المغرب أنظمة الصواريخ التكتيكية؛ مثل "M57 ATACMS"، وهو صاروخ أرض-أرض من تصنيع شركة "Lockheed Martin" الأمريكية، بدفع صلب، وارتفاع أربعة أمتار، والذي يمكن إطلاقه من كل من نظام "HIMARS" ونظام إطلاق الصواريخ المتعددة "M270 MLRS"، مضيفا أنه يتضمن دليلا بمساعدة نظام تحديد المواقع العالمي "GPS" يتراوح مداه من 70 إلى 300 كيلومتر، بدقة إطلاق نار تبلغ تسعة أمتار.

وطلبت أوكرانيا، بإصرار، من الولايات المتحدة، هذا النوع من الصواريخ، بسبب مداه؛ حيث تدرك حكومتها أن هذه الصواريخ ستغير مسار الحرب، بشكل جذري، إذا استخدمت ضد خطوط الإمداد الروسية. إلا أن إدارة بايدن رأت بأن صواريخ "ATACMS" ليست ضرورية، وأنه إذا تم توفيرها، فيمكن استخدامها مباشرة ضد روسيا؛ ما سيصعّد الحرب أكثر.

أما فيما يتعلق بمنظومة "M31A2"، فهو صاروخ ذو رأس حربي  شديد الانفجار، يبلغ وزنه 91 كيلوغراما، ويتراوح مداه بين 15 و92 كيلومترا.

وأشار الموقع الإسباني إلى صواريخ أخرى عالية الدقة هي "PrSM"، التي يبلغ مداها 500 كيلومتر، ويمكن أيضا إطلاقها بواسطة "HIMARS"، مضيفا أن "المغرب لم يشترها، في الوقت الحالي، ولكن بوجود منصة الإطلاق، يمكنه القيام بذلك، في المستقبل".

ومع ذلك، فإن "HIMARS" ليست أنظمة قاذفة الصواريخ الوحيدة المتاحة للجيش المغربي، حسب "Larazon"؛ حيث أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، لم يتوجه إلى السوق الأمريكية فحسب، بل اشترى أيضا من موردين فرنسيين أو إسرائيليين. وهكذا، تم تعزيز المدفعية الأرضية، بـ"مدافع القيصر" ذاتية الدفع القوية، والتي تم الحصول على 36 وحدة منها.

ويبلغ طول مدفع "القيصر" 52 مقياسا (أكثر من 8 أمتار)، وصممته وصنعته شركة "Nexter Systems"، ودمجته "Nexter" في مقرها الرئيسي. ويوفر سهولة كبيرة في الإسقاط وحماية عالية للأفراد.

وأول ما يميز هذا النظام هو أنه أكثر قدرة على الحركة من المدفعية ذاتية الدفع الكلاسيكية. أما ميزته الثانية، فهي تكلفة صيانته، والتي ستكون أقل بثلاث مرات من تكلفة مركبة المسار المدرعة ذاتية الدفع، بسبب سهولة صيانة الهيكل. ويصل مدى "نظام القيصر" إلى 42 كيلومترا، وسعته ست طلقات في الدقيقة.

ولفت "Larazon" إلى أن المغرب يفكّر في شراء نظام آخر، هو قاذفة صواريخ "PULS"، التابعة لأنظمة "Elbit" الإسرائيلية، القادرة على إطلاق مجموعة واسعة من الصواريخ والقذائف الموجهة، ويمكن للمنظومة تحييد أهداف محددة، بدقة وكفاءة، على جميع المسافات.

بالمقابل، تابع المصدر ذاته أن إسبانيا تفكر في إنشاء نظام إطلاق صواريخ عالي الحركة خاص بها "Silam"، بناء على تقنية "PULS"، بالتعاون مع الشركات الإسبانية.

وتم تصميم "PULS" بنظام إطلاق آلي بالكامل، ويتميز بأحدث أنظمة القيادة والتحكم والاتصالات والاستخبارات "C4I"، ونظام التحكم في الحرائق، ونظام الملاحة بالقصور الذاتي، لزيادة الاستجابة مع مرونة إطلاق النار المثلى. ويمكن أن يصل مداها، حسب القذيفة، من 40 كم و150 كم بصواريخ "Accular" و"Extra"، على التوالي، إلى 300 كم، بصواريخ "Predator Hawk".

وذكر الموقع الإسباني أن بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك هولندا، حصلت على هذا النظام الإسرائيلي على حساب نظام "HIMARS" الأمريكي.

بالإضافة إلى ذلك، يمتلك المغرب 36 قاذفة صواريخ صينية "PHL-03/AR2 300mm"، القادرة على إطلاق 12 صاروخا من مجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية التقليدية والعنقودية، بمدى يصل إلى 160 كيلومترا. فضلا عن بطاريات صواريخ "Patriot3" المضادة للطائرات، التي باعتها الولايات المتحدة للمغرب.

واعتبر "Larazon" أنه مع كل هذه المواد، بعيدا عن أعين المغرب على مواجهة محتملة مع الجزائر، البلد الذي تشارك معه في سباق تسلح متسارع باستمرار، نشأت حالة من الواضح أنها تؤثر أيضا على إسبانيا؛ لأنه مع كل هذه الصواريخ، وخاصة "ATACMS" متوسطة المدى، وعلى وجه التحديد، تلك التي ترفض الولايات المتحدة بيعها لأوكرانيا، بات الأمر يشكل تهديدا حقيقيا لإسبانيا، خاصة في إطار الضغط الممارس على النزاع المحتمل حول سبتة ومليلية أو حتى حول جزر الكناري.

وشدّد على أنه يجب استحضار أن الرباط أنشأت، العام الماضي، المنطقة العسكرية الثالثة للمغرب، المتمركزة في الحسيمة، على بعد أقل من 90 كيلومترا من بلدة مليلية، بهدف رئيسي؛ هو مواجهة الهجرة غير النظامية والتهريب.

وتابع: "في الواقع، كانت القوات المسلحة الملكية ستخطط لبناء قاعدة عسكرية جديدة في نفس المنطقة الشمالية، بالقرب من الحسيمة، والتي تهدف إلى إيواء وحدات مختلفة وأنظمة دفاع جوي تابعة للقوات المسلحة الملكية؛ مثل "Patriot-3".

كما أوضح الموقع الإسباني أنه "على الرغم من أن المملكة لا تعتبر إسبانيا هدفا، إلا أنها تضغط عليها، خاصة بسبب موقعها الجغرافي بين المغرب والجزائر، وهما دولتان لهما مصالح كثيرة على المحك، مع تنافس متزايد، والتي تسعى بلدنا معها إلى الحفاظ على توازن دبلوماسي متزايد الصعوبة؛ وهو ما يجب أن يدفع إسبانيا إلى التسريع في تجهيز نفسها بنظامها الخاص لإطلاق القذائف، وشراء أسلحة أخرى، وتحسين الأسلحة التي تمتلكها".

وأكد "Larazon"، في ختام تقريره: "صحيح أن بلدنا لا يزال متقدما على المغرب من حيث الوسائل العسكرية، ولكن عملية إعادة التسلح التي يقوم بها تميل إلى تحقيق المساواة بين القوتين المسلحتين"، مشيرا إلى أنه "في السنوات الأخيرة، أضفت المملكة الطابع الرسمي على شراء أربع طائرات بدون طيار من طراز "MQ-9B SeaGuardian"، و36 طائرة هليكوبتر قتالية من طراز "Apache AH-64E"، و25 طائرة مقاتلة من طراز "F-16" من شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، بالإضافة إلى تحديث 23 طائرة أخرى من نفس الطراز الموجودة بالفعل في الأسطول الجوي للبلاد، وثلاث فرقاطات من فئة "SIGMA"، مجهزة بأحدث أنظمة التسلح والأنظمة الإلكترونية، وفرقاطة من فئة "FREMM"، يبلغ طولها 6000 طن و142 مترا".