بوريطة في موسكو: روسيا عامل توازن مطلوب ونأمل في تطوير التعاون الاقتصادي والثقافي

تيل كيل عربي

قال ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون إن طموح العرب اليوم، بعد مرور عشر سنوات على إطلاق المنتدى العربي الروسي، هو الانتقال من منتدى للتشاور والحوار إلى إطار لعلاقات شراكة قادرة على ابتكار وإطلاق مبادرات من شأنها التأثير على مجريات الأحداث بما ينسجم مع تحقيق السلم والأمن والتنمية للشعوب وللمنطقة.

وأضاف بوريطة خلال الاجتماع الوزاري الخامس لمنتدى التعاون العربي الروسي، بأن المكتسبات التي تحققت على المستوى السياسي والدبلوماسي في إطار هذا المنتدى ينبغي أن يواكبها عمل على مستوى الشراكة الاقتصادية والتعاون الثقافي والعلمي.t

وقال "إننا نؤيد خطة العمل للفترة الممتدة من 2019 إلى 2021، التي تتضمن شقين أساسيين: أولهما اقتصادي وثانيهما ثقافي، إذ أن جميع ما أثير فيهما من مجالات ونشاطات، كالأمن الغذائي والتعاون بين الجامعات ونقل التكنولوجيا والتواصل بين الشباب وتشجيع السياحة، ينطلق من مَواطِنِ قوةِ العلاقات التي تربط كل دولة عربية مع روسيا  ويجعل المنتدى العربي الروسي بوابة أخرى لتطوير تلك العلاقات في إطار من التنسيق والتكامل".

بوريطة اعتبر أن روسيا فاعل أساسي في قضايا عربية ملحة كالأزمة السورية، وعاملَ توازن مطلوب في القضية العربية المركزية التي هي القضية الفلسطيني، وأنها شريك موثوق في العلاقات الثنائية مع العديد من الدول العربية بما في ذلك المغرب.

وزاد بوريطة موضحا "فالمساهمة الروسية مطلوبة لدعم الموقف العربي فيما يخص القضية الفلسطينية، خاصة في ضوء التطورات المحبطة والخطيرة التي يُراد إخضاع هذه القضية لها، وللحفاظ على ثوابت تسويتها المتمثلة في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق مرجعيات قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

ولم يغفل بوريطة الحديث عن الدور الروسي في الأزمة السورية، وقال إنه أساسي لتهييئ الظروف المناسبة لإيجاد الحل السياسي المناسب للأزمة السورية، أخذا بعين الاعتبار التطورات على أرض الواقع، والحاجة إلى دور عربي أكثر فعالية، وضرورة جعل النقاش حول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية حافزا للمضي قدما في حل الأزمة السورية، بما يضمن استقرارها ووحدتها والتجاوب مع تطلعات مختلف مكونات الشعب السوري.

وزاد وزير الخارجية المغربي إن من شأن الدور الروسي أن يكون عاملا مساعدا للعودة إلى مسلسل الحوار بين الأطراف الليبية، بما يضمن مخرجا حقيقيا للأزمة الليبية وفق اتفاق الصخيرات وبعيدا عن الحلول العسكرية والتدخلات الخارجية غير البناءة.

وقال بوريطة إن المغرب مقتنع بالدور الروسي في إرساء أسس نظام عالمي متوازن، موضحا أن التعاون المغربي الروسي عرف طفرة نوعية إثر الزيارة التاريخية للملك محمد السادس إلى موسكو شهر مارس 2016، والتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية المعمقة، والعديد من الاتفاقيات ذات البعد التنموي التي ترجمت إلى نتائج ملموسة أدت سنة 2018 إلى الرفع من حجم المبادلات التجارية بنسبة 100%  مقارنة بسنة 2017، حيث يعد المغرب من الشركاء التجاريين الثلاثة الأوائل لروسيا على الصعيد العربي.

بوريطة أعلن عن اقتراح المغرب استضافة الدورة المقبلة، الدورة السادسة، لمنتدى التعاون العربي الروسي.