رسائل العثماني في ذكري تعيينه رئيسا للحكومة.. بنكيران و"سقوط" أغلبيته ومستقبل جرادة

رئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني
سعيد أهمان

اختار سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية في الذكرى الأولى لتعيينه يوم 17 مارس، سبع رسائل سياسية، بمناسبة انطلاق المؤتمرات الجهوية لتنظيمه السياسي، وذلك خلال لقاء جماهيري، نظم مساء يوم أمس السبت، بالدشيرة الجهادية، ضواحي أكادير. رئاسل تحدث فيها عن "حقيقة" قرب سقوط أغلبيته الحكومية والانتخابات السابقة لأوانها وعلاقته بعبد الإله بنكيران وموقع الأخير في الحزب والحراك الذي تعرفه مدينة جرادة.

"الطريق الصحيح"

بينما أكد سعد الدين العثماني على أن المغرب يسير في الطرق الصحيح، لم ينفي أن "هناك إشكالات أحيانا قاسية تواجه بلدنا، وهذا لا يعني أن المسيرة مضطربة، وبلادنا على السكة الصحيحة".

وشدد على  أن "مؤسسات الدولة تشتغل، وهناك إرادة لحل المشاكل ونتعاون على ذلك، لأن الحياة كلها مشاكل". ونبه العثماني أنه "على عكس ما يروج له من كون كل شيء متوقف وأسود، والبلد متعثر، هناك تعاون من قبل الجميع".

اقرأ أيضاً: العثماني عن جرادة: الحق في الاحتجاج مكفول ولن نسمح بالاعتداء على رجال الأمن

حرب الاشاعات

أثار سعد الدين العثماني ما وصفه بـ"حرب الإشاعات" التي باتت تعترض حكومته وحزبه السياسي، واصفا إياها بأنها "جزء من الحرب، وينبغي أن نحرص على التأكد ما يروج، فكل الانتخابات يكون فيها تنافس شرس، وهناك من يريد أن يضع العصا في العجلة".

العثماني رد على خصومه بالقول: "لن نستسلم، وسنباشر كل الجهود من أجل بلدنا وحزبنا، الذي تأس على مبادئ خدمة الوطن، ولن نحيد عنه وسنقاوم".

وأفرد العثماني نموذجا للإشاعات التي تطال حكومته من قبيل، أن الحكومة ستسقط، وسوق يتم تنظيم انتخابات سابقة لأوانها، وأن ستة أشهر فقط من عمر الحكومة هي التي بقيت. وعلق العثماني على كل هذا قائلاً: "هادي  هضرة ماكاينة عندنا، وغادي نديرو جهدنا باش نقاومو مروجيها".

الأغلبية الحكومية

وبخصوص الأغلبية الحكومية، أوضح العثماني أنها "منسجمة وتشتغل، وهذا لا يعني أن لدينا فكرة واحدة، نتحاور، ونحل المشاكل، والأحزاب كل واحد كايضرب على عرامو". وزاد موضحا، "أنتم تعرفون من يشتغل بقوة، لدينا الثقة فيكم، وسنبقى أوفياء لمبادئنا وغادي نباقو على صباغتنا".

واعتبر العثماني، أن "الحكومة تحاول أن تبذل جهدها رغم الصعوبات. لدينا مسؤولية وحريصون على الأغلبية الحكومية، رغم الإشكالات".

اقرأ أيضاً: بلافريج لـ"تيل كيل عربي": أزمة الثقة وراء استمرار احتجاجات جرادة..ولم أمنع من زيارتها

المال والانتخابات

لم يفوت العثماني فرصة حديثه من الدشيرة، التي يقود تسير شؤونها حزبه السياسي، دون الإشارة إلى أن "المال وظف في الانتخابات الجزئية  لشغل مقعد برلماني بدائرة إنزكان أيت ملول، والتي جرت في دجنبر الماضي، ومنحت الأصوات بكثافة للعدالة والتنمية". واعتبر ذلك "رسالة سياسية وانتصارا معنويا له معنى، سيبقي العدلة والتنمية وفيا لناخبيها، وسيفي بمسؤوليته".

بنكيران والعثماني

كذب سعد الدين العثماني، أمين عام حزب العدالة والتنمية كل ما يروج حول خلافه مع عبد الإله بنكيران الأمن العام السابق لـ"البيجيدي"، وخلافات أعضاء الأمانة العامة.

ووصف العثماني بنكيران بأنه "أخ وصديق منذ 40 عاما، مكانته في الحزب لا يمكن أن تتراجع، أتشاور معه مرة مرة، وحرصنا دائم على انسجام واتفاق الأمانة العامة التي نختلف داخلها، لكن نتناقش".

اقرأ أيضاً: في أول خروج منذ الأزمة الحكومية.. بنكيران: لا يمكن لأحد أن يمنعني من الكلام

وشدد العثماني على أن "خصوما يريدون أن يُفشلوا حزب العدالة والتنمية، بعد أن ضاعت لهم رئاسة الحكومة ورئاسة عدد من الجماعات الترابية، والشعب قال كلمة أخرى".

محاربة الفساد وإصلاح الإدارة

من بين أولويات العثماني، التي قال إنها أوراش اجتماعية تتعلق بـ"إصلاح الإدارة ومحاربة الفساد، ومحاربة الرشوة التي تضر بالمقاولة والمواطن".

ودعا الأحزاب والبرلمانين والنقابات لـ"التعاون، لأن المغرب محتاج للجميع، ولن نتساهل في هاته الملفات".

الاحتجاجات الاجتماعية

وعن الاحتجاجات التي تعرفه مناطق المغرب، قال العثماني إن "من واجبنا الانصات لها، وأن نتحاور لنستدرك التأخيرات التي امتدت لعقد ونصف وأكثر".

وأكد العثماني على أن "حق التظاهر السلمي مكفول في إطار القانون، لكن لا يمكن أن تحرق ست أو سبع سيارات للشرطة، فهذا اختلال بين الحقوق والواجبات". وزاد موضحا: "أدعو المواطنين والمواطنات إلى أن لهم الحق في التظاهر ويغوتو ويناضلوا، لكن باحترام رجال الأمن".

اقرأ أيضاً: الخلفي: الحكومة تتحمل المسؤولية الجماعية في منع احتجاجات جرادة

وبخصوص ملف حراك جرادة، أقر العثماني بـ "التزام الحكومة بالبرنامج الذي أعلنته سابقا، وهذا يحتاج لدراسات، لكن على المواطنين أن يساعدونا بالهدوء، وأن يحترموا رجال الأمن، وإلا ستصير الفوضى، لأنه بالتوازن يصير الاستقرار".