ريا الحسين.. أول وزيرة داخلية في العالم العربي

وكالات

مفاجأة غير مسبوقة، على امتداد العالم العربي، حملها إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري لتشكيلته الوزارية، أمس الخميس، لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، في القصر الجمهوري، بعد نحو 9 أشهر من التكليف.

وأكدت الحسن​ أن "رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ أولاها وزارتان صعبتان ثقيلتان، وهذا يبرهن مدى الثقة التي لدى الحريري بقدرة النساء"، وفي حديث تلفزيوني لها، أوضحت الحسن أن "هذه المرة الثانية يبرهن الحريري إيمانه بقدرة النساء بمواقع صنع القرار".

أمن الشعب  في قبضة سيدة

وكانت الحسن تسلسلت في وظائف عديدة مرموقة، وهي ليست جديدة على منصب "الوزير"، حيث شغلت في عام 2009 منصب وزيرة المالية اللبنانية، وتحول الحديث في وقتها، عن أن جيوب اللبنانيين في يد سيدة.

وبعد عشر سنوات كاملة، يتم تعيين السيدة نفسها وزيرة للداخلية، ليصبح الحديث نفسه عن أن أمن الشعب اللبناني بات في قبضة سيدة.

في الوقت الذي عيِّنت فيه الحسن وزيرة للداخلية، فإن الحريري لم يكتف بها في حكومته الجديدة، إنما ضم إليها ثلاث حقائب أخرى للسيدات اللبنانيات، وهن: ندى البستاني وزيرة للطاقة، ومي شدياق وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية، بجانب ڤيوليت خير الله الصفدي وزيرة دولة لشؤون التأهيل الاجتماعي للشبان والمرأة.

وفي دلالة سياسية واقتصادية قوية على تعيين ريا الحسن وزيرة للداخلية، اصطحب الحريري وزيرة داخليته الجديدة إلى ضريح رئيس الوزراء اللبناني الراحل، رفيق الحريري، في خطوة لها أكثر من دلالة سياسية وأمنية.

وكانت رئاسة الوزراء اللبنانية قد نشرت تغريده لها على حسابها الشخصي على "تويتر"، صورة جمعت الحسن والحريري أمام ضريح الحريري الأب.

وسبق للحريري أن قال في مؤتمره الصحفي الذي أعقب إعلان الحكومة، مساء الخميس، إنه ينوه بالوزراء النساء بالحكومة، وخص ريا الحسن بالاسم.

جدير بالذكر أن الوزيرة وصلت إلى رأس وزارة المالية بعد أن ارتقت في هذه الوزارة مدة طويلة من الزمن، حيث بدأت عملها موظفة عام 1992.

"ليس لكوني امرأة"

ترفض ريا الحسين، في حواراتها الصحفية النادرة، أن يكون تعيينها في المناصب لكونها امرأة، بل تصرّ على أن كفاءتها هي الطريق الذي أوصلها إلى أول وزارة تتولى الإشراف عليها.

وريا الحسن من مواليد مطلع عام 1967، وهي متزوّجة، ولديها ثلاث بنات، وحاصلة على شهادة جامعية في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت، والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن الأمريكية، وذلك عام 1990.

وزيرة داخلية لبنان الجديدة كانت شغلت في الأعوام من 1995 إلى 1999، منصب مساعدة لوزير المالية ومنسقة تنفيذ الشؤون المالية بالوزارة، وكانت مسؤولة قبل دخول الوزارة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع رئاسة الحكومة اللبنانية.

وعملت الحسن منذ 2003 مع ثلاثة وزراء للمالية، قبل أن يتم اختيارها في عام 2009 لتكون وزيرة للمالية في عهد حكومة الحريري، واستمرت في المنصب حتى 2011.

وقرر رئيس الوزراء اللبناني السابق، تمام سلام، في عام 2015، تشكيل مجلس إدارة لهيئة اقتصادية في طرابلس، واختار آنذاك ريا الحسن كرئيسة للمجلس ومديرة عامة له.

يشار إلى أن الحسن كانت جل المهام الموكلة إليها تتعلق بالوضع الاقتصادي، والميزانية العامة للدولة، بيد أن مهام أو تكليفات وزارة الحريري الجديدة تشمل "الوضع الاقتصادي والبدء بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وكذلك الوضع المالي، والنظر في الموازنة والمالية العامة لإعادة الاستقرار والثقة الاستثمارية في لبنان".

وتضم تكليفات وزارة الحريري أيضاً "العمل على معالجة التحديات الأساسية؛ منها الكهرباء والبيئة والصحة، وكذلك الأمور التي تتعلق بملف النازحين، والعمل على كافة الخطط والملفات التي وضعت في السابق، بشأن كافة الملفات الداخلية الهامة".