سفر زعيم "البوليساريو" إلى إيرلندا.. استجمام ونشاط جمعوي توهمت الجبهة الانفصالية أنه "زيارة رسمية"

أحمد مدياني

احتفاء وهمي، ذلك الذي روج له، من يجلس فوق فوهات بنادق ميلشيا "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، عقب مروره على دبلن، عاصمة إيرلندا، حيث نظم "نشاطا جمعويا" حوله لما روج له على أساس أنه "زيارة دولة".

وحين يتم الوصف هنا بأنه احتفاء وهمي، ليس للأمر علاقة بتعليق تجاه الفعل، بل تنزيل لمضامين رد الفعل، حين اضطرت الدولة الإيرلندية لتوضيح ما تم وما يمكن أن يتم في ما بعد الاحتفاء الوهمي، على أنه "زيارة رسمية" لمستخدم عند المستثمرين في تفتيت سيادة الدول على أراضيها.

رسميا، تم هدم كل ما راج ويمكن أن يروج، بإعلان لا يحتاج التأويل أو الاستهام، صادر عن سفارة دبلن بالرباط، وضعت به ومعه إيرلندا مرور "بن بطوش" فوق أراضيها في سياقه الشخصي الخاص.

وحسب ما هو مؤكد من معطيات حسب مصادر دبلوماسية، فإن، المستخدم على رأس ميلشيا (البوليساريو) الانفصالية، مر على إيرلندا في سياق سفر خاص، وليس رسمي، كما تزعم "الدعاية الانفصالية".

هذه الرواية التي تعلو فوق أي صيغة أخرى، تم تأليفها، ويؤكد الإعلان الرسمي الإيرلندي، ذلك، حين نشر أن "حضور ممثلي جبهة البوليساريو إلى إيرلندا الأسبوع الماضي، كان مرورا شخصيا، لحضور نشاط نظمته جمعية مغمورة مؤيدة للانفصال، تنشط في إيرلندا".

وشدد الإعلان على أن "الحكومة الإيرلندية ليست، بأي حال من الأحوال، مشاركة أو مسؤولة عن هذا النشاط الذي لم تتفاعل معه رسميا بالأساس".

مشهد آخر مهم، من مشاهد الرواية الإيرلندية الرسمية، يؤكد أنه "لم يتم استقبال الانفصاليين من طرف أي عضو في الحكومة". والكلام هنا نقلا عن سفارتها.

السفارة تابعت في توضيحها أن المرور فوق أراضي دولتها "لم يأتي بناء على دعوة رسمية".

دون إغفال أنه كانت هناك محاولات سابقة وصلت حد استجداء ولو صورة مع الوزير الأول الإيرلندي ليو فارادكار أو مع أحد مساعديه، وأيضا مع وزير الشؤون الخارجية مايكل مارتن، وذلك ما لم يتحقق.

نفس الواقع الذي لا يرتفع، كان نتيجة لاستجداء لقاء مع السلطة التشريعية الإيرلندية، إذ تم رفض استقبالهم من طرف رئيسي الغرفتين، كذا رئيس اللجنة المشتركة للشؤون الخارجية.

وكان اللقاء الوحيد الذي تم توثيقه، في سياق نشاط جمعية يمكن أن يحضر لقاءها من يريد بصفته الشخصية، هو صور مع برلمانيين يؤيدون نزعة الانفصال حول العالم، وليس باسم البرلمان.

دون اغفال، أن الجانب الرسمي في إيرلندا، حول قضية الصحراء المغربية، أبلغ المسؤولين المغاربة، أن موقف الدولة، لم "يطرأ عليه أي تغيير فقط، بل تم توضيحه وتجديد التأكيد عليه، وكان لهذه الواقعة نتيجة غير التي تم التسويق لها، وهي تجديد إيرلندا الرسمية للتذكير بموقفها من عدم الاعتراف بفصل الصحراء عن مملكة المغرب.