فاس تحتفي بالثقافة الصوفية على شرف الهند

خاص
تيل كيل عربي

افتتحت أمس السبت أولى أيام مهرجان فاس للثقافة الصوفية بالمدينة العلمية في نسخته العاشرة. المهرجان الذي فتح أبوابه لعشاق التصوف سيستمر إلى غاية 21 من أكتوبر الجاري.

احتضنت المدرسة البوعنانية يوم السبت فاس 14 أكتوبر 2017، النسخة العاشرة من مهرجان فاس للثقافة الصوفية. هذه الدورة تحمل شعار "الصوفية في لقاء حكم العالم.. طريق الصوفية بالمغرب نحو الهند"، وتسافر بالحضور إلى عوالم جغرافية وثقافية ورمزية، عبر فقرات تتوزع بين النقاشات الفكرية والغناء والشعر الصوفي.

وتوقف رئيس المهرجان فوزي الصقلي في حفل افتتاح المهرجان الذي حضره والي جهة فاس-مكناس وعدة شخصيات مغربية وأجنبية، عند ثراء وغنى التراث الثقافي والفني والروحي للصوفية المتجذرة عبر التاريخ، والتي تشكل جوهر الحضارة الإسلامية. وقال إن "هذا الكنه الثقافي والروحي للصوفية كان الخيط الناظم بين الديانات التوحيدية الثلاث التي تعايشت في الأندلس لمدة ثمانية قرون، والتي ورثتها منطقة المغرب العربي، لاسيما المملكة".

كما شدد الكاتب البريطاني أندريو هارفي أثناء كلمته على الحاجة الماسة "للانغماس في المصادر العميقة للدين للرد على المخاطر التي باتت تهدد البشرية". مضيفا أن الصوفية تحمل "هذا السلام الروحي والتعايش"، وداعيا إلى العودة إلى تراث المتصوفة محيي الدين بن عربي وجلال الدين الرمي والحلاج، لتصفية الروح والابتعاد عن الماديات الطاغية في الوقت الحاضر.

وتغتني دورة هذه السنة بموائد مستديرة بمعدل لقاءين في اليوم الواحد بفضاء المدرسة البوعنانية في قلب المدينة العتيقة بفاس، تبحث في مختلف جوانب التصوف سلوكا ومنهجا وشعرا، يؤطرها باحثون وأكاديميون مغاربة وأجانب. كما تحتضن حديقة جنان السبيل الأمسيات الفنية وحلقات الذكر بشكل يومي لفرق ومجموعات من المغرب والخارج، على أن تختتم الدورة بسهرة كبرى تقام بفضاء باب الماكينة التاريخي.

وصرح لوكالة المغرب العربي للأنباء السيد عبد الله الزياني المدير الفني للمهرجان بأن هذا العرض الفني عبارة عن سيرة مشهدية تسلط الضوء على حياة رجل "ليس عادي" في شخص الإمام أبو الحسن الشستري الذي كان من كبار علماء الأمة ومن كبار صوفية الأندلس والمغرب. وتابع المتحدث أن الفنانين والمسمعين الشباب الذين أحيوا هذه الأمسية "توفرت فيهم مميزات صوتية وروحية جعلتهم ومعهم كافة الحضور يعيشون هذا العمل ويؤدوه بإحساس راق رقي شعر الإمام الشستري".

و.م.ع / بتصرف