لأول مرة.. إصدار أضخم أرشيف عن الظاهرة الجهادية..3 ملايين وثيقة

غسان الكشوري

أعلنت مؤسسة مؤمنون بلا حدود بالمغرب، أنها بصدد إصدار أكبر أرشيف توثيقي للظاهرة الجهادية بالعالم، يضم 3 ملايين وثيقة مرئية ومسموعة من منتصف ستينيات القرن الماضي إلى غاية الآن، وهي وثائق حصرية حصلت عليها المؤسسة من شخصيات جهادية سابقة، ومن المحاكمات والأرشيفات المتعلقة بالظاهرة.

خلال كلمته الافتتاحية، بمؤتمر "ما بعد داعش" الذي تنظمه مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، اليوم وغدا (6 -7 ابريل الجاري) بمراكش، أعلن محمد العاني، المدير العام للمؤسسة عن تأسيس وحدة متخصصة في دراسة الظاهرة الجهادية، تعمل على تجميع كل الوثائق والمصادر والمعلومات الجديدة والقديمة، وذلك بغية فهم التطرف والإرهاب.

وأضاف العاني أن المؤسسة تقوم منذ سنة ونصف على دراسة وتحليل ظاهرة التطرف الديني والإرهاب، وقد أنجزت العشرات من الدراسات والأبحاث والترجمات المتخصصة في الموضوع، مشيرا إلى أنها "تعتزم القيام بدراسات ميدانية، وإطلاق برنامج توثيقي للظاهرة الجهادية".

ويضم البرنامج بحسب العاني، "3 ملايين وثيقة مرئية ومسموعة من منتصف ستينيات القرن إلى الآن، تتعلق بالحركات الجهادية، والشخصيات المؤثرة فيها، من مواقع ومنتديات التواصل الاجتماعي، كما أن هذا البرنامج يشتمل على وثائق خاصة تعود إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لجهاديين سابقين".

وتعمل المؤسسة الكائن مقرها بالرباط، "تعمل حاليا على أرشفة هذه الوثائق، التي ستكون مستقبلا في متناول الباحثين المشتغلين على الموضوع"، مؤكدا أن مجموع ما قامت به الحركات الإرهابية يتجاوز بكثير الوثائق المدروسة، مضيفا أن غياب المصادر الكافية، والتنسيق المتكامل والمثمر في الاشتغال يعيق الاشتغال على هذه الظاهرة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى حدوث ارتباك كبير، وعدم إلمام بنطاق الإرهاب والبيئة الحاضنة له، بحسب المتحدث نفسه.

وخلال محاضرته، أكد العاني أن المشكل الذي تعشيه البلدان الإسلامية اليوم يتمثل في ما أسماه بـ "الهوس بالأسلمة"، الذي تقوده جماعات الإسلام السياسي، والجماعات السلفية، موضحا أن الجميع يسعى لأسملة كل مناحي الحياة، مما يؤدي إلى طغيان التعصب والتطرف".

يذكر أن أشغال المؤتمر تستمر إلى غاية يوم غد السبت، ويشارك خلاله متخصصون وأكاديميون من داخل المغرب وخارجه، بينهم دبلوماسيون سابقون ومسؤولون أمنيون مطلعون على ظاهرة الإرهاب في العالم. ويروم تنظيم المؤتمر استشراف الحالة "الجهادية" في مرحلة ما بعد الاندحار الميداني لتنظيم "داعش".