مزوار: لست مبعوث حزب سياسي ولا مرشحه لرئاسة "الباطرونا"

موسى متروف

بدا صلاح الدين مزوار منزعجا، يومه الثلاثاء 15 ماي 2018، وهو يقدم برنامجه الرسمي لرئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، من الجدل الدائر حول السياسة ونقابة "الباطرونا" بعد ترشحه لرئاسة هذه الأخيرة.

قدم مزوار والمرشح للنيابة عنه في رئاسة "الباطرونا" فيصل مكوار، اليوم الثلاثاء قبل أسبوع واحد من يوم الاقتراع المنتظر يوم 22 ماي الجاري، خارطة طريقهما "من أجل انطلاقة جديدة" للاتحاد العام لمقاولات المغرب في أفق 2021.

خطة "الرياضي الكبير"

بعد دخول مزوار ومكوار القاعة المخصصة للقاء، في أحد فنادق الدارالبيضاء، بعد حوالي 40 دقيقة من الموعد المحدد، وجداها مكتظة بالضيوف من عالم المال والأعمال، إلى جانب الصحافيين، فانخرطا في السلام والتقاط الصور، واستمرا في ذلك حتى مع إطلاق شريط مصور يتضمن مطالب أعضاء من اتحاد المقاولات وانتظاراتهم من الثنائي المرشح مزوار/مكوار، وهو الشريط الذي سيتم بثه مره ثانية خلال عرض المرشحين.

واعتبر مزوار هذا الحضور الكثيف بمثابة رسالة ثقة وتشجيع، مؤكدا أن "هذه الحملة مختلفة"، لأنها "تهم نخبةً والمقاولة وقوة يجب أن تدفع بالبلد"، مؤكدا على أنه كان "رياضيا كبيرا" ويعرف أن الدقائق الخمسة الأخيرة مهمة في المباراة.

ونوه مزوار بحضور الرئيس السابق للاتحاد العام لمقاولات المغرب عبد الرحمان بناني سميرس وأحمد بنكيران الذي وصفه بـ"أحد أعمدة" الاتحاد ، فيما أكد على"تشجيع" الرئيسين السابقين لـ"نقابة الباطرونا"، عبد الرحيم الحجوجي وحسن الشامي، له ولشريكه دون حضورهما. وأكد على حضور "الأصدقاء الماليين والسينغاليين"، مؤكدا لهم على أن "أقدارنا مرتبطة" في إفريقيا.

وقال مزوار في كلمته، التي ألقاها على الطريقة الأمريكية من خلال التحرك على المنصة والاستعانة بـ"سلايدات" توضيحية، أنه كان مع مكوار في فترة "الاستماع"، "رغبة في بناء مشروع جماعي"، معتبرا أن الاتحاد يجب أن يكون "قوة تعبئة"، مؤكدا على المقاربة التشاركية الإدماجية والاستماع الى الجهات والقطاعات.

"جرّبتها لما كنت وزيرا للمالية"

وتوقف مزوار عند أزمة التشغيل في هذه العشرية، ليضع تشخيصا يتمثل في وجود مشكل ثقة، لا يضع "القطاع الخاص في معادلة التنمية في البلاد"، ليشدد على أن هذا القطاع الخاص يجب أن "يتحمل مسؤوليته ويضع يده في يد الدولة والحكومة".

وتحدث الوزير السابق في قطاعات الصناعة والتجارة، الاقتصاد والمالية، والشؤون الخارجية، عن ضرورة إحداث صدمات وتطور إلى الأمام بمصداقية وواقعية لإعادة الدينامية من خلال الثقة والنمو.

واعتبر أن الاتحاد يجب أن يكون فاعلا لا محيد عنه في مواكبة تنمية القطاع الخاص. وركز على المقاولات المتوسطة والصغيرة والصغيرة جدا، واقترح خلق صندوق للضمان، مؤكدا على أن الفكرة جرّبها لما كان وزيرا للمالية، مطالبا بإلغاء الضريبة على القيمة المضافة على الاستثمارات في قانون مالية 2019.

 وفي هذا السياق، قال إن "الدولة مرت من فترة الصرامة، ويجب الآن المرور إلى مرحلة الإرادوية لتحريك الأمور".

إخراج مكوار من "الحشومية"

وتوقف مزوار عند الجهات التي قال إنه جالها مع مكوار، الذي أخذ منه الكلمة وقدم بعض التوضيحات، ليعلق مباشرة بعده بأنه "أخرجه من الحشومية".

وشدد مزوار أن برنامجه مع شريكه "طموح لكنه واقعي"، حيث تحدثا معا عن لقائهما مع الشباب المؤثرين الذين يعملون على شبكة الإنترنيت.  وكان بين الفينة والأخرى يتدخل مكوار، ليؤكد مزوار أن شريكه لم يعد يوقفه أحد بعد تخلصه من "الحشومية" ولن يوقفه أحد بعد 22 ماي الجاري.  وهو ما أعطى نوعا من الحيوية على العرض الذي كان طويلا واستغرق أكثر من ساعة، قبل فتح المجال لتدخلات الحضور الذين عبروا عن انشغالات أرباب المقاولات.

واقترح الثنائي المرشح خارطة الطريق تضم حوالي مائة إجراء، موزعة على ستة محاور، واعتبراها  أرضية قابلة للإغناء. وتضم هذه المحاور: صدمة التنافسية، دعم إرادي للمقاولات، دعم جاذبية المناطق، الرأسمال البشري وإعادة تركيز الحوار الاجتماعي، تموقع إرادي نحو رافعات جديدة للنمو وحلول قطاعية خاصة بالقطاعات الهشة.

وركز البرنامج على المقاولات الشابة العاملة على "النيت". وذكر، في هذا السياق، ما اعتبرها رسالة قوية حين خاطبه أحد الشبان بأن "المغرب لا يهتم بشبابه".

ميثاق مع الحكومة

وشدد مزوار على أهمية الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر والاقتصاد الأزرق وتحدث عن المقاولات الإفريقية التي يجب أن تأتي الى المغرب ليكون هناك توازن، مقترح في هذا الإطار، خلق ناد للمستثمرين المغاربة في إفريقيا. وفي هذا السياق، قال مكوار إنهما يقترحان عملا منظما ومنهجيا في الاتحاد لإعداد المغرب لدخول "السيدياو".

واقترح الثنائي، على لسان مزوار، توقيع ميثاق من أجل النمو والتشغيل، وهو ميثاق مؤسس على الثقة، على حد تعبيره، مع الحكومة في السنوات الثلاثة المقبلة، مشددا على أن الاتحاد يجب أن يكون "في وضع العمل والالتزام وليس فقط لتقديم المطالب". كما شدد على أن يكون الميثاق أيضا مع الشركاء الاجتماعيين.

ووعد المرشحان بأن تكون "نقابة الباطرونا" إدارة تنفيذية فعليا، وتتوجه نحو الأثر، والعودة الى الميدان.

"المال صار طابوها"

"المال صار طابو عندنا"، هكذا عاب مزوار على أصحاب النظرة السلبية إلى أرباب المقاولات، وأضاف مستغربا "كأن الهدف من المقاولة هو أن تخسر المال"، وزاد "نتحدث عن كون الجميع يستغل الجميع وكأننا في القرن التاسع عشر".

وحول مسار مزوار، قال شريكه مكوار "الصدفة دفعته من القطاع الخاص الى السياسة وعاد للقطاع الخاص".

وفي سياق متصل، وبعد إثارة السياسة من أحد المتدخلين من رجال المال والأعمال، رد مزوار مباشرة وأوضح أن "السياسة يجب أن تكون قادرا على الحمل والتحمل".

وشدد على أنه كان رئيس حزب، في إشارة إلى التجمع الوطني للأحرار، ولم يخلط بين الحزب والحكومة أو بين قطاعه (الشؤون الخارجية والتعاون) والحزب، على حد تعبيره، وزاد "ولم أجلب أحدا من حزبي"، وشدد على أن من يتحدثون كثيرا عن انتمائه السياسي "لا يفعلون ذلك دائما بحسن نية".

وأوضح "منذ اليوم الأول وأنا مرتبط بتوازي الأشكال، حيث علينا أن نختار بين أن تكون برلمانيا أو وزيرا" وقال إنه وإذا تم انتخابه على رأس الـCGEM سيقدم استقالته رسميا من حزب التجمع الوطني للأحرار.

السياسة و"الشكارة"

واستغرب مزوار عن الجدل حول السياسة والاتحاد، وقال إن هذا الأخير يعمل في السياسة، بحيث يوجد في البرلمان (مجلس المستشارين)، مشددا على أن "اتحاد اليوم  ليس اتحاد أمس"، معلنا "لست مرشح حزب ولا مبعوث حزب. وما يقال أعتبره عدم احترام لذكاء من يوجدون في الاتحاد وسبة في حقهم".

ووصف هذا الجدل بـ"النقاش العقيم"، معلنا أن "الاتحاد غير مهدد"، وحذر أعضاء "نقابة الباطرونا" من الوقوع في شراك هذا الجدال. وهنا تدخل مكوار، ليؤكد على أن الحكم يجب أن يكون على العمل، وزاد "قمنا بجولة في المغرب وليس على طريقة الأحزاب؛ أي البحث عن مكامن الأصوات بل الهدف كان هو الإشراك".

وفي تعليق على أحد أصدقائه القدامى في "الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة"، الذي ذكره بـ"الشكارة" (المحفظة) التي كان يحملها عندما كان نشيطا في "لاميت" وطلب منه إخراجها للعودة إلى العمل بالطريقة ذاتها في الـCGEM، قال إن المحفظة ما زال يحتفظ بها في إطار، وقال إنه سيخرجها، ورفض وصف برنامجه بـ"الكلمات الرنانة"، وشدد على أنها "منهجية". ونبّه إلى أن  "انتخابات الاتحاد ليست مغربية مغربية ولا تتعلق فقط بأعضاء الاتحاد، بل تتجاوز الحدود والكل يتابعها"...