تعتبر أسماء لمرابط، الباحثة السابقة في الرابطة المحمدية لعلماء المغرب، أن "هذه الجائحة غيرت كل المعايير، وكل الحسابات و كل التوقعات. أزالت الغطاء على عيوب البشرية جمعاء. نبهتنا بنقائصنا، بثغراتنا، بإخفاقاتنا وبطغيان النفس البشرية التي اعتقدت أنها امتلكت العالم والسلطة المطلقة على الحياة والموت"...
وأوضحت أن "الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه الأزمة كثيرة، عميقة ولا نهاية لها، لكن لعل أهمها أننا كلنا كبشر متساوون. فهذا الوباء لم يميز بين الفقير والغني، ولا بين القوي والضعيف ولا بين البلد الديمقراطي أو الاستبدادي ولا بين المسيحي واليهودي ولا المسلم أو اللاديني... كلنا نعيش نفس الهول، نفس الحجر المادي والنفسي ونعيش نفس التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية. ربما لأول مرة، تعيش الإنسانية جمعاء، في نفس الظرفية الزمنية، نفس التجربة بنفس الشعور المؤلم ونفس المخاوف... فلعله الدرس الأول والأهم الذي يجعلنا ندرك أو نعي، في آخر المطاف، بأننا جميعا ننتمي إلى إنسانية واحدة. ربما يبدو للبعض أن هذا الأمر بديهي. ربما، ولكن ما وقع هو أنه غفلنا عنه تحت قوة الصراعات والحسابات الأنانية وقوة المصالح الشخصية والماديات وفقدنا القدرة على الاستشعار بهذه الفطرة البديهية التي تجعلنا ننتمي إلى أمة إنسانية واحدة لها أهداف ومصلحة ومصير مشترك. فإذا استخلصنا من هذا الوباء العالمي هذا الدرس الأولي فسنكون قادرين في المستقبل على أن نحمي أنفسنا كبشر من الكثير من المآسي الآتية والتي ربما، لا سمح الله، ستكون اكبر من جائحة 'كورونا'".
وأكدت الباحثة أنه "حان الأوان أن ندرك أنه لا مفر لنا من نموذج حضاري إنساني جديد تكون فيه الأولوية للتضامن والرحمة والائتلاف بين جميع البشر... فرب ضارة نافعة".