صدّر مؤخرا عن دار النشر "حلقة الفكر المغربي" كتابا بعنوان "مقدمات في سيولوجيا الحدث" للصحفي والباحث محمد كريم بوخصاص.
الكتاب يضم بين دفتيه مجموعة حوارات مع عالم الاجتماع المغربي أحمد شراك، ويتكون من أربعة فصول، أولها معضلة الربيع العربي وأسئلته الشائكة من قبيل حضور المثقف الجديد واستمرارية الثورات وصعود العسكرتارية، وثانيها أثر الحكم في إسلاميي المؤسسات من خلال رصد خيوط الحداثة التي تسللت إلى جلباب الإسلاميين ومعالم التحول من حزب سَبوعي إلى مبلقن، وثالثها ملامح التغيير في بنية الحكم بتحديد سمات المرحلة الجديدة لحكم الملك محمد السادس، ورابعها مداخل التأثير في السلوكيات الجماعية.
بوخصاص الأستاذ الزائر بجامعات مختلفة، والحاصل على درجة الدكتوراه في علوم الإعلام والتواصل من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ضم في الكتاب أحد عشر حوارا أجراها الكاتب مع الدكتور أحمد شراك على فترات متفرقة (أولها في 2013 وآخرها في 2023)، غاصت في قضايا ومجالات معرفية مختلفة، ونفضت الغبار عن عدد من الأسئلة انطلاقا من خلفية سوسيولوجية تدلّ على حضور الملمح النقدي والرؤية للعالم من زاوية الأفق السوسيولوجي.
في هذا الصدد، قال عبد الكريم بوخصاص في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، "الكتاب هو تجميع لمجموعة من الحوارات التي أجريتها مع عالم الاجتماع المغربي أحمد شراك على مراحل، والتي كانت معظمها عفوية وسِجالية، وهو مساهمة متواضعة في إضاءة مجموعة من الأحداث والقضايا التي وقعت في العقد الماضي من زاوية نظر سوسيولوجية، على أمل أن تثير هذه الحوارات أسئلة جديدة، وأن تجد صداها في المقروئية والتفاعلات المناسبة من أجل تعميق الأسئلة، ومن أجل رؤية جديدة لثقافة الحوار في المغرب".
وأضاف المتحدث ذاته، أن "الكتاب يحاول تحقيق هدفين اثنين، فهو من جهة يقدم في قالب صحافي مادة ثرية لقامة علمية وازنة في مجال السوسيولوجيا، من خلال تحليل مجموعة من الظواهر والأحداث الاجتماعية والسياسية في المغرب والمنطقة العربية، ومن جهة ثانية يستعرض نماذج تطبيقية لجنس صحافي يندرج ضمن الأجناس الكبرى التي تبرز جمالية الممارسة الصحافية، يتعلق الأمر بـ"الحوار الصحافي".
وأوضح أنه "بين المقاربة السوسيولوجية وتقنيات "الحوار الصحفي"، يعتبر الكتاب بمثابة وثيقة تؤرخ لأحداث ومحطات وطنية وعربية وقعت طيلة العقد الماضي واستأثرت باهتمام واسع للرأي العام".
ولفت إلى أنه "ليس هناك خيط ناظم بين هذه الحوارات سوى في المحاور الكبرى التي تؤطرها، خصوصا أنها أجريت على فترات متفرقة. ومع ذلك، يجمعها مشترك وهي أنها تعطي فكرة عامة عن استراتيجيات تفكير الدكتور شراك، ولمحة مقربة عن النظريات التحليلية التي تؤطر تعاطيه مع الظواهر والأحداث".