أعلنت إسرائيل أنها "أكملت تفكيك" بنية القيادة العسكرية لـ"حماس" في شمال قطاع غزة، فيما تدخل حربها ضد الحركة الإسلامية شهرها الرابع، اليوم الأحد، وسط مخاوف من توسعها إقليميا.
وتحدث شهود، فجر اليوم الأحد، عن غارات جوية إسرائيلية على خان يونس المدينة الكبيرة في جنوب قطاع غزة والمركز الجديد للاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي و"حماس". فيما أفادت وكالة "وفا" الفلسطينية بسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس السبت، أنه يركز عملياته، من الآن فصاعدا، على وسط غزة وجنوبها، بعد ثلاثة أشهر من الحرب التي أتاحت له، حسب قوله، "تفكيك بنية حماس العسكرية" في شمال هذا القطاع الصغير، البالغ عدد سكانه زهاء 2,4 مليون نسمة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري: "أكملنا تفكيك بنية حماس العسكرية في شمال قطاع غزة"، مضيفا أن مقاتلي الحركة يتحركون "بشكل غير منظم، ومن دون قيادة".
وتعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر، وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية، فيما اقتيد نحو 250 شخصا واحتجزوا رهائن، ولا يزال 132 منهم داخل القطاع.
وأدى القصف الإسرائيلي على القطاع، مترافقا مع هجوم بري، اعتبارا من 27 أكتوبر، إلى مقتل 22722 شخصا، غالبيتهم نساء وأطفال، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لـ"حماس".
وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية، ليل السبت، أنها أجلت موظفيها من مستشفى في وسط غزة.
وقالت كارولينا لوبيز، منسقة خدمات الطوارئ في المنظمة في غزة، عبر منصة "إكس": "أصبح الوضع خطيرا إلى درجة أن بعض أعضاء فريقنا الذين يعيشون في المنطقة لم يتمكنوا حتى من مغادرة منازلهم بسبب التهديدات المستمرة من المسيرات والقناصة".
إلى ذلك، قتل ستة أشخاص، فجر اليوم الأحد، في قصف إسرائيلي على جنين، معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية المحتلة، حسبما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية.
وتحدثت الوزارة عن سقوط "6 شهداء بقصف الاحتلال الإسرائيلي تجمعا للمواطنين في جنين".
وتجمع متظاهرون مناهضون للحكومة الإسرائيلية في ميدان هابيما بتل أبيب، مساء أمس السبت، مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة، واستقالة الحكومة، وسط الحرب المستمرة مع "حماس" في غزة.
وحذر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، من أن القطاع الفلسطيني بات، "بكل بساطة، غير صالح للسكن (..). باتت غزة مكانا للموت واليأس، ويواجه (سكانها) تهديدات يومية، على مرأى من العالم".
أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فقال، خلال زيارته بيروت، إن "إسرائيل أعلنت هدفها المتمثل في القضاء على "حماس". يجب أن تكون هناك طريقة أخرى للقضاء على الحركة لا تؤدي إلى مقتل هذا العدد الكبير من الأبرياء"، مشددا على أن تجنب نزاع إقليمي هو "ضرورة قصوى".
ومنذ اندلاع الحرب بين "حماس" وإسرائيل، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي؛ حيث يعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، بينما يرد الجيش بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" وتحركات مقاتلين.
لكن الخشية من توسع نطاق الحرب تصاعدت بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، صالح العاروري، يوم الثلاثاء الماضي، بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.
وقالت السلطات اللبنانية وحزب الله و"حماس" وواشنطن إن إسرائيل نفذت العملية.
وأسفر التصعيد عند الحدود مع إسرائيل عن مقتل 181 شخصا في الجانب اللبناني، بينهم 135 عنصرا من حزب الله، وفق آخر حصيلة، يوم أمس السبت.
وفي الإقليم، أيضا، كثف الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن، هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر، بينما تستهدف مجموعات أخرى في العراق وسوريا القوات الأمريكية المتمركزة في البلدين، باستخدام صواريخ ومسيرات.
وفي الغضون، اتصلت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، بنظيرها الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، يوم أمس السبت، لحض "إيران وحلفائها" على وقف "أعمالهم المزعزعة للاستقرار على الفور".
من جهته، أعلن البنتاغون أن القوات الأمريكية أسقطت مسيرة، صباح أمس السبت، فوق البحر الأحمر في المياه الدولية، قرب سفن تجارية.
يشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يزور الأردن، اليوم الأحد، في إطار جولة له في الشرق الأوسط تهدف إلى وقف التصعيد في المنطقة.