أوضح ناصر بوريطة، وزير الخارجية، صباح اليوم، في ندوة صحفية بعد انتهاء فعاليات المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول البلدان ذات الدخل المتوسط، أنه لم يتطرق أثناء استقباله لأمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة إلى موضوع المبعوث الشخصي لدى الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا.
في هذا الصدد، أبرز ناصر بوريطة، في الندوة الصحفية، أن "هناك ثلاثة نقاط نؤكد عليها، سواء معه أو مع الأمم المتحدة أو الجميع، المغرب عنده هذه العناصر الثلاثة غير خاضعة للنقاش أو للتفاوض أو للتلاعب".
وأبرز أنه على رأس هذه العناصر: "الأطراف المعنية بالنزاع الإقليمي حول قضية الصحراء المغربية معروفة حددها مجلس الأمن والواقع، وبالتالي لا أحد يستطيع مس هذه الأطراف المعنية الحقيقية بالنزاع، والمس بها خط أحمر".
وتابع: "ثانيا آلية الإشغال لحل هذا النزاع المفتعل، مجلس الأمن والأمم المتحدة أكدوا على الموائد المستديرة كإطار وحيد، هذا بالنسبة للمغرب مسألة محسومة وغير قابلة للنقاش أو التفاوض".
وأشار إلى أن "النقطة الثالثة متعلقة بنتيجة هذا المسار، بالنسبة للمغرب والمجموعة الدولية الأمور واضحة، لا يمكنها أن تكون إلا في إطار مبادرة الحكم الذاتي والسيادة المغربية والوحدة الترابية المملكة المغربية، وهذه أيضا غير خاضعة للنقاش أو للتفاوض سواء مع الأمم المتحدة أو الأمين العام أو أي طرف آخر، هذه العناصر الثلاثة هي المحدد الأساسي للعمل والتفاعل مع الأطراف الدولية أو المبعوث الشخصي، إذا لم تمس، فالمغرب منخرط في هذا المجال، وإذا مُست، المغرب يأخد مسؤوليته وينبه".
وأورد أن "المغرب كان دائما مع جميع المبعوثين الدائمين يؤكد على أن الشفافية والتشاور والتنسيق هما سبل النجاح، هناك خطوط حمراء، ولكن هناك مبادئ للتعامل والتي يؤكد عليها المغرب دائما، وهذه معايير النجاح في أي مبعوث أممي، ومنذ البداية هذه المبادئ يؤكد عليها المغرب في حديثه مع دي ميستورا".
واسترسل قائلا: "قلتها من قبل وأعيد التأكيد عليها، لا يجب أن نعطي لجنوب إفريقيا أكثر من حجمها، جنوب إفريقيا منذ 20 سنة اتخذت موقفا سلبيا في سنة 2004، ماذا وقع؟ منذ ذلك الوقت إلى الآن، 27 دولة سحبت اعترافها، رغم التحرك والمواقف الجنوب إفريقية، ونصف أعضاء مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (الساديك)، سحبت الاعتراف، والثلث من المجموعة له قنصلية في الداخلة أو العيون".
وأفاد أن "الممثل الشخصي يذهب إلى المريخ، سيكون نفس التعامل، جنوب إفريقيا ليس لديها الأهلية والقدرة، ولو كانت لها لأثرت في محيطها "الساديك" أو منذ 2004، كانت على الأقل ثلاثة مرات عضو غير دائم بمجلس الأمن، ولم توقف أي قرار من قرارات مجلس الأمن، وكلها قرارات ذهبت في اتجاه دعم مبادرة الحكم الذاتي، وتحديد أطراف النزاع، وتأكيد الموائد المستديرة".
وذكر أن "جنوب إفريقيا حاولت منع المغرب من العودة إلى الاتحاد الإفريقي ولم تنجح، والنتيجة أن المغرب وصل إلى سنته السادسة في الاتحاد بعد العودة، وحاولت أن لا يدخل المغرب إلى مجلس السلم بالاتحاد، وهذه سنتنا الخامسة في هذا المجلس، بل المغرب يترأس هذا الشهر المجلس، ولو كان لها تأثير لاستطاعت التأثير وسط الاتحاد الإفريقي".
ونبه إلى أنه "قبل أسبوعين كان هناك تصويت على رئاسة المغرب لمجلس حقوق الإنسان، وكانت جنوب إفريقيا ضد المغرب، وكانت النتيجة واضحة، 30 صوت للمغرب، و17 لجنوب إفريقيا، وعشر أصوات لدول إفريقية للمغرب، وثلاثة ذهبت مع جنوب إفريقيا، بالتالي بهرجة جنوب إفريقيا لا تؤثر في الملف، ولن تستطيع التأثير فيه، ولا يجب أن نعطيها حجم أكبر مما عندها".
وأكد أن "جنوب إفريقيا لا تأثير لها ولا وزن لها في هذا الملف، وهي فاعل هامشي في قضية الصحراء المغربية، وصوت نشاز، وليس لها الإمكانية، ولم تستطع تغيير فاصلة في قرارت مجلس الأمن. والمغرب يتحدث عن مبادئ وخطوط حمراء بدون إعطاء بعض الدول أكثر من حجمها".