"هل المغرب مستعد لاستضافة المونديال باعتباره أضخم تظاهرة كروية في العالم؟" سؤال حاولت صحفية "Independent" الإجابة عنه، عبر تقرير مفصل عن حظوظ المملكة، بعد تقديمها ملف الترشح لتنظيم كأس العالم 2026، ومنافسة الملف االأمريكي الثلاثي (الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، المكسيك).
التقرير تحدث عن صعوبة مقارنة الملف الأمريكي الشرس، باعتبار الدول الثلاث حظيت بتنظيم دورة الألعاب الاولمبية الصيفية نسخة 1996، وستستضيف نسخة 2028، بالإضافة لدورة الألعاب الاولمبية الشتوية لعامي 2010 و 2002، و"المونديال" سنة 1994، ومنافسات كوبا أمريكا لسنة 2016، وعدد كبير من البطولات والمسابقات الأخرى بمنتصف القرن العشرين.
المصدر ذاته، قدم لمحة صغيرة عن اقتصاد الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك، باعتبارها دولا تضم نصف مليار شخص تقريبا، وتعد من بين 3 أقوى اقتصادية في العالم ، كما أن الملاعب والبنية التحتية المخصصة لاستضافة كأس العالم، تستطيع استقبال 80 منتخباً إن تطلب الأمر.
من ناحية أخرى، الملف المغربي الذي يمثل بلد الـ35 مليون نسمة، اعتبرته الصحيفة لا يملك خبرة منافسيه الثلاث في استضافة التظاهرات الرياضية الضخمة، ولا يمكن مقارنة موارده بأميركا، لكن قانون الساحرة المستديرة مثل سياستها، إذ يمكن حدوث أي شيء.
استقرار أمني ومشاريع تنموية حديثة
التقرير أشاد بالوضع الأمني المريح الذي يعيشه المغرب في الـ14 سنة الأخيرة، واندماج البلد في الحياة الثقافية مع أوروبا والمجتمع الغربي بشكل عام، والذي جنب المملكة إلى حد كبير الاضطرابات السياسية التي تعيشها بقية دول شمال إفريقيا.
مؤشر الإرهاب العالمي للسنة الماضية، صنف المغرب ضمن البلدان الأكثر أمنا مقارنة بإسبانيا وبلجيكا والبرازيل، وأكثر أمانا أيضا من الولايات المتحدة و المملكة المتحدة وفرنسا، إذ لم يسجل سوى هجوم خطير واحد في مراكش سنة 2011، خلال السنوات العشر الأخيرة.
أما عن السياحة، فاستطاع المغرب حسب التقرير ذاته، استقبال مابين 4 و11 مليون سائح من سنة 2003 إلى 2017، وهو الرقم الذي لا يمكن تحقيقه بدون توفير الأمن لزوار البلد.
وعن أبرز المشاريع التنموية يضيف التقرير، تلك المتعلقة بشق المواصلات المتطورة أبرزها القطار فائق السرعة "تي جي في"، الذي سيسهل تنقل المشجعين القادمين من جميع بقاع العالم بين الملاعب المستضيفة لمنتخباتهم، وبتكلفة غير مرتفعة.
ومقارنة بالملف الأمريكي، فيجد الأنصار مشكلة في التنقل بين الدول الثلاثة جوا لارتفاع كلفة تذاكر الطائرة، وأيضا داخل الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها، كما أن الأمر سيكون أكثر تعقيدا، بالنسبة للأشخاص الذين سيزورون البلد لأول مرة.
وتمت الإشارة إلى أن الرحلة الجوية الطويلة بين مدينتين في المغرب لن تتجاوز 80 دقيقة جوا، وهو العامل الذي سيضمن للجماهير كأس عالم بمصاريف معقولة.
"بروفات" تنظيمية للمغرب وإشادة دولية
نجح المغرب في تنظيم نسختين لكأس العالم للأندية سنتي 2013 و2014 بمواصفات عالمية، بحسب تأكيدات الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك، واستفاد من فرصة ثانية إذ استقبل قبل أيام النسخة الخامسة من بطولة إفريقية لكرة القدم "شان2018"، واستطاع كسب ثقة ودعم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
وتمكن المغرب خلال التظاهرات الرياضية الأخيرة التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، إبراز جزء من البنيات التحتية الكروية التي يتوفر عليها، إذ أن أبرزها سيكون ضمن الملاعب المرشحة لاستضافة مونديال 2026، على أن يتم تشييد أخرى خلال السنوات الثمانية المقبلة.
كما حظي المغرب بدعم أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، هذا الأخير أعلن بأن صفر خطأ تم رصده خلال فعاليات "الشان"، التي توج المنتخب المغربي بكأسها على حساب نيجريا
وبعيدا عن الرياضية، تحدث الصحيفة بشكل مقتضب عن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ بمراكش، المعروف أيضا باسم "COP22"، باعتباره حدثا بارزاً استطاع من خلاله المنظمون المغاربة تسيير مقام الآلاف من الضيوف بالمدينة الحمراء، والسهر على أن تمر فعالياته في أجواء جيدة، وهو ما تأتى للمملكة، إذ لم تسجل أي تجاوزات أو هفوات متعلقة بالأمن، وتنظيم إقامات الوفود، وعقد الندوات.
الجماهير..نقطة ضوء بالملاعب المغربية
تحظى كرة القدم بشعبية كبيرة بالمغرب، سواء تعلق الأمر بتشجيع الأندية المحلية، أو المنتخبات بجميع فئاتها، وحتى الكرة العالمية، وهو تم تأكيده بنهائي السوبر الفرنسي الذي احتضنه ملعب طنجة الكبير، قبل أشهر، بين العملاقين باريس سان جيرمان وموناكو.
التقرير وصف الجماهير ب"الجائعة للعبة"، أي أنها تتابع بشغف المباريات التي تستضيفها الملاعب المغربية بنفس الحضور الوازن، والحماسة في المدرجات، وهو الأمر الذي يصعب إجاده في دول أخرى سبق وأن حظيت بشرف تنظيم "المونديال" كقطر مثلا.
وتسجل مباريات الأسود بالمغرب الرسمية والودية حضورا قياسيا للأنصار، وهو تأكد خلال التنقل الأخير للمغاربة صوب أبيدجان، في المباراة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال، كما أن مشاركات الأندية بالمسابقات القارية فاقت كل التوقعات خلال النهائي الأخير بين الوداد والأهلي، بمدرجات ملعب محمد الخامس، بعد أن فشل أزيد من 20 ألف مناصر من متابعة المباراة من المدرجات، وتجهروا خارج أسوار "دونور".