أكد الملك محمد السادس، أن المملكة المغربية عبأت كل طاقاتها وسخرت خبرتها في مجال التصدي للتغيرات المناخية، في سبيل تأمين أسباب نجاح المشروع الطموح الرامي إلى تحويل التحديات المناخية في المنطقة إلى فرص واعدة، وذلك في إطار لجنة حوض الكونغو.
وقال الملك في الخطاب الموجه للقمة الأولى لرؤساء الدول والحكومات حول لجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، المنعقدة اليوم الأحد ببرازافيل، "لقد آلينا على نفسنا دعم هذا المشروع، الذي يمثل نهجا جديدا يراعي الاحتياجات الراهنة والمستقبلية للمنطقة، من خلال برامج مندمجة وشمولية وتضامنية، تندرج في إطار الاقتصادين الأزرق والأخضر".
وفي هذا السياق، شدد محمد السادس على "البعد الإنساني الذي يقوم عليه هذا المشروع"، واصفا المقاربات الرامية إلى إدماج السكان وإشراكهم في نجاح كل مبادرة من هذا القبيل بـ "ذات الأهمية القصوى".
وأضاف: "انطلاقا مما يربطنا من أواصر الأخوة والتضامن الإفريقيين، نجتمع اليوم من أجل المساهمة في إطلاق دينامية إيجابية، تهدف إلى حماية نهر الكونغو وتثمينه باعتباره موروثا إفريقيا نفيسا".
وذكر الملك بأن لجنة حوض الكونغو أحدثت في نونبر 2016 بمراكش، وذلك خلال القمة الإفريقية الأولى للعمل، المنعقدة على هامش القمة الثانية والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22)، وذلك إلى جانب لجنتين إقليميتين هما لجنة منطقة الساحل ولجنة الدول الجزرية.
واستعرض الملك الأشواط التي تم قطعها منذ انعقاد القمة الإفريقية للعمل، مشيرا في هذا الصدد إلى إطلاق الصندوق الأزرق في مارس 2017، وخطة أجرأته ببرازافيل في نونبر 2017، وتسريع الخطوات التنفيذية لتفعيله بالرباط في مارس المنصرم.
وعبر محمد السادس عن عزمه وضع القضايا المتعلقة بالتغيرات المناخية والأخطار المترتبة عنها والتنمية المستدامة بالقارة الإفريقية في صدارة الاهتمامات والجهود التي يبذلها.
وأكد الملك "عزمه الراسخ على تفعيل مبادرات ملموسة، كفيلة بصون حقوق الأجيال القادمة"، مضيفا أن "المملكة المغربية لن تذخر أي جهد في سبيل تفعيل المشاريع الكبرى المهيكلة لقارتنا".
وخلص الملك إلى أنه "يتعين القطع مع كل التصورات، التي تتوجس من المخاطر المرتبطة بالتحديات الإيكولوجية، وذلك باعتماد منظور يركز على استثمار الفرص التي تنطوي عليها. تلكم هي روح التزامنا المشترك اليوم: التزام عنوانه المسؤولية المشتركة والتضامن الإفريقي".