ممثل سعودي ساخر يتحدى العائلة الملكية عبر يوتوب

أ.ف.ب / تيلكيل

ينتقد الممثل الهزلي السعودي غانم المصارير على مدونته الفيديو على يوتيوب بأسلوب ساخر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وسلطات الرياض، مؤكدا من لندن حيث يقيم أن قتل الصحافي جمال خاشقجي لن يخيفه.

وتحظى مدونة غانم المصارير (38 عاما) بأكثر من مئتي مليون مشاهدة على يوتيوب. وإن كان يعرف بالأساس كممثل هزلي، إلا أن نبرته تصبح جدية حين يتناول النظام السعودي محذرا في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس بالقول "إذا لم يعاقبوا، فسيواصلون التصرف بهذه الطريقة على الدوام".

واستأجر المصارير وأكثر من عشرة نشطاء آخرين حافلة حمراء بطابقين ليتظاهروا الأربعاء أمام السفارة السعودية في لندن في حي مايفير الراقي، وهم يهتفون "أين جثة جمال؟"، متهمين الأمير محمد بن سلمان بقتل الصحافي.

ويقول، وهو على مسافة بضع مئات الأمتار من السياج المحيط بالمبنى الفخم، "إن دخلنا، سينتهي بنا الأمر مثل جمال خاشقجي، بإمكانهم قتلنا وتقطيعنا"، مشيرا إلى أنه مقيم في بريطانيا كلاجئ.

وبعد إنكار لمدة 17 يوما، أكدت السعودية السبت مقتل خاشقجي في قنصليتها في اسطنبول في الثاني من أكتوبر بأيدي عناصر تصرفوا "خارج إطار صلاحياتهم". وتنفي أن يكون الأمير محمد بن سلمان كان على علم بالقضية.

وقوبلت الرواية السعودية بالتشكيك ويطالب الغربيون بتحقيق "ذي مصداقية وشفاف".

وأعلنت السعودية الخميس للمرة الأولى أنها تحقق في معلومات وردتها من تركيا مفادها أن المشتبه بهم في قضية قتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول "أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة".

ويبادر المصارير شرطيا يعبر على دراجة نارية قائلا "ها هي الشرطة! لا تبتعدوا، قد يهاجموننا".

ويقول إن "هناك مجموعة كبيرة من المنشقين السعوديين في لندن، ومعظمهم يخشون الآن الخروج من منازلهم".

ويروي أنه هو نفسه تعرض لهجوم في وضح النهار أمام متاجر "هارودز"، حين اعترضه رجلان في 31 غشت، موضحا أنهما سعوديان أرادا تخويفه بسبب انتقاداته لسلطات الرياض. وهو يؤكد أن لديه فيديو يثبت الحادث.

وتساءل إن كان المعارضون في الخارج يقتلون، فما الذي يمكن أن يحصل للذين هم داخل البلاد؟ مضيفا "هذا هو الإصلاح الذي يسوقه ولي العهد لنا: قتل الناس في القنصلية وتقطيعهم ومحاولة إسكات وتخويف كل المنتقدين (...). لكن يجب ألا نرضخ للتخويف، لأن حرية الكلام حق لنا".

ولا تزال أسئلة كثيرة عالقة حول ظروف قتل الصحافي الذي لم يعثر على جثته. وبحسب معلومات سربتها وسائل الإعلام الرسمية التركية، فقد تعرض للتعذيب في القنصلية ثم قطعت جثته.

ويقول المصارير "أنتقدهم لأنني لا أكترث لهم ولا لقراراتهم"، مضيفا "أعتقد أنهم إن تمكنوا من القبض علي، فسيقطعونني مثلما فعلوا بجمال".

وهو يأمل أن يؤدي الضغط الذي يمارس على النظام السعودي إلى ملاحقات بحق ولي العهد. ويقول "إن رفضوا، عندها يتحتم على الأسرة الدولية أن تفرض عليه عقوبات وينبغي منعه من السفر".

ويقول الممثل الهزلي إن جمهوره سعودي بنسبة 94%. ويؤكد أن "السعوديين سئموا هذه الحكومة، لا يثقون بها، وبرنامجي صوت لهم. إنهم يتقاسمونه سرا، لكن آمل أن يأتي يوم يصبح بوسعهم القيام بذلك من دون أن يشكل جريمة".