احتفت مدينة مراكش بعلاقة صداقة تجمع بين اسمين أثرا في السينما العالمية، صديقان جمعهما الفن السابع قبل 45 عاما، لتجمعهم من جديد مدينة مراكش يوم أمس السبت ضمن فعاليات الدورة السابعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم.

وتسلم النجم الأمريكي روبير دي نيرو النجمة الذهبية من معلمه وصديقه ورفيق دربه المخرج مارتن سكورسيزي في حفل تكريم سيطرت فيه المشاعر.
وقال سكورسيزي عن دينيرو إنه يعيش في قمة عطائه، وهي قمة تفوق قمم جبال الأطلس.

وبمجرد وصوله إلى قصر المؤتمرات تمرد روبير دي نيرو على البروتوكول واصر على مصافحة الجمهور ومنح توقيعاته للمعجبين من الشباب وأخد صور السيلفيات، ورغم محاولات الطاقم المرافق له بالإسراع، راح دي نيرو يمينا وشمالا ليقترب من الجمهور المتكدس على الحواجز التي تفصله عن السجاد الأحمر.

وربما منذ افتتاح المهرجان قبل 17 عاما، لم تعرف القاعة هيجانا من التصفيقات، التي اضطرت دي نيرو أكثر من مرة إلى تأخير البدء في كلمته، كما زادت طبيعة كلمات البوح المتبادلة بين "الأستاذ" و"التلميذ"، من حرارة التصفيقات.

وتميزت كلمة دي نيرو بانتقاد الأوضاع الراهنة في بلاده، عندما تحدث عن "القومية الجديدة" التي ظهرت في بلاده مع عهد الرئيس دونالد ترامب، وقال ابن الحي الإيطالي في في نيويورك وأحد أبرز المعارضين لساكن البيت الأبيض الحالي، "لسوء الحظ، في بلدي، نحن نعيش نسخة غريبة من القومية (...) تتميز بالجشع وكراهية الأجانب والأنانية وذلك تحت شعار، أمريكا أولا"، مما جعل القاعة تهتز برعد من التصفيق.

وروبير دي نيرو الممثل والمخرج والمنتج، الذي لعب أدوارا مركبة ومتنوعة من الدراما إلى الكوميديا السوداء إلى الكوميديا الدرامية، قال عنه سكوسيزي إنه "ممثل بارع لست في حاجة أن تملي عليه عمله، يكفي أن تقول هيا لعمل لينطلق في الإبداع، لقد جسد دور المريض النفسي والمختل الاجتماعي، وكان قادرا في كل مرة أن يجذب تعاطف المشاهد معه".
ومثل ابن نيويورك وابن المهاجر الإيطالي والأم الإيرلندية، والحاصل سنة 2006 على الجنسية الإيطالية، في 38 فيلما بين عامي 1971 و 2018، كما عمل روبرت دي نيرو مع مخرجين كبار آخرين مثل فرانسيس فورد كوبولا وبريان دي بالما وإيليا كازان وسيرجيو ليون ومايكل سيمينو ومايكل مان وكوينتين تارانتينو.

ويستعد دي نيرو لإصدار فيلم الجديد "الرجل الإيرلندي" حصريا مع "نيتفليكس" وهو عمل مستوحى من قصة حقيقية لرجل المافيا فرانك شيران.