لم يكن استجواب رئيس "الكاف"، أحمد أحمد، من قبل السلطات الفرنسية، اليوم الخميس، مفاجئا، فقد سرت أنباء قبل أكثر من شهرين، حول اتهامات بالفساد والتحرش الجنسي، صدرت ضده من قبل الكاتب العام السابق لـ" الكاف"، المصري عمرو فهمي.
ونشرت مجلة "جون أفريك" عبر موقعها الالكتروني، اليوم الخمس، أن الملغاشي أحمد أحمد استجوب من السلطات الفرنسية على خلفية شبهات فساد في فسخ من طرف واحد لعقد مع شركة "بوما" الألمانية للتجهيزات الرياضية، واستبداله بعقد مع شركة "تاكتيكال ستيل" التي تتخذ من فرنسا مقرا لها.
وأكد فرانس برس، على أن الأمر، يتعلق التحقيق مع أحمد باتفاق أبرم في ديسمبر 2017 مع شركة "بوما" لتوفير تجهيزات وملابس رياضية تخصص لنحو 580 متطوعا في إطار بطولة كأس الأمم الإفريقية للمحليين ("شان") 2018 التي استضافها المغرب في مطلع العام المذكور. لكن الاتحاد الإفريقي قام من طرف واحد بفسخ هذا العقد، وإبرام آخر بقيمة مالية أكبر مع "تاكتيكال ستيل".
وسبق لأحمد أحمد، الذي يتولى رئاسة الاتحاد القاري منذ العام 2017 خلفا للكاميروني عيسى حياتو، الذي حكم "الكاف" لنحو ثلاثة عقود، أن نفي في السابع عشر من أبريل الماضي، في تصريح لـ"جون أفريك"، اتهامات بالفساد والتحرش الجنسي، بعد نشر "رويترز" خبرا، تؤكد فيه أن الكاتب العام السابق للكاف، عمرو فهمي، بعث بملف اتهامات ضد رئيسه السابق، إلى الجامعة الدولية لكرة القدم، قبل أن يقال من منصبه.
وأقيل عمرو فهمي، يوم الحادي عشر من أبريل الماضي، وهو ما بررته" الكاف" بـ"خطأ جسيم" ارتكبه المسؤول الذي يحمل الجنسية المصرية، علما ان المغربي معاذ حجي، هو من عين كاتبا عاما للكاف خلفه له.
وكان معاذ حجي عين، في دجبنر في دجنبر من العام الماضي، منسقا عاما للمؤسسة التي ترعى شؤون الكرة في القارة السمراء، قبل أن يرقى إلى منصب الكاتب العام.
ربطت مسألة إقالة عمرو فهمي في البداية، بوضعه الصحي، هو الذي شغل والده،، منصب الكاتب في الكاف، وهو ذات المنصب الذي كان احتله جده مراد، غير أن "رويتر" كانت أشارت بعد ذلك إلى أن عمر فهمي، ادى ثمن بعثه ملفا إلى "الفيفا" في 31 مارس الماضي، يتضمن اتهامات ضد رئيسه الملغاشي أحمد أحمد.
وأشارت " رويترز" إلى أن فهمي اتهم أحمد أحمد بالفساد والتحرش الجنسي.
وأوضحت أن أحمد أحمد، قد يكون أمر الكاتب العام بتحويل 20 ألف دولار لرؤساء جامعات كرة قدم إفريقية، مشيرة إلى أنه قد يكون فضل توقيع عقد، ليس في صالح الكاف، مع شركة فرنسية للتجهيزات الرياضية «تاكتيكل ستيل».
وذهبت إلى أنه متهم من قبل فهمي بشراء شيارات ب400 ألف دولار، كما يتهمه بالتحرش الجنسي بأربع موظفات بالكاف.
في أبريل الماضي، نقلت "جون أفريك" تصريحات لأحمد أحمد ينفي فيها الاتهامات التي كيلت له من قبل المصري فهمي، حيث اكد أن شراء السيارات جرى بعدما تبين أن الكراء يكلف كثيرا.
وأكد على أن الصفقة مع " تاكتيكل ستيل"، التي استجوب بسببها اليوم الخميس من قبل السلطات الفرنسية، تمت بطريقة شفافة، مشيرا إلى المبالغ الملتزم بها من قبل الكاف، جرى التصديق عليها.
وفي حوار ستنشره أسبوعية «فرانس فوتبول»، يوم الثلاثاء المقبل، ضمن عدد خاص بمناسبة منافسات كأس إفريقيا التي ستجري بمصر، يقدم أحمد روايته لما حدث بخصوص صفقة «تكينيكل ستيل».
يقول معلقا على اتهامات عمرو فهمي، في الحوار الذي نشر راديو فرنسا الدولية، مقتطفا منه، اليوم الخميس: "إنها أكاذيب"، قبل أن يوضح "في 2017، بمناسبة كأس إفريقيا للأمم، لم تكن الكاف تتوفر على مجهز. كان يتوجب العثور على مجهز بسرعة. مع «PUMA»، بالنظر للأجل المحدد، لم نكن متأكدين من تسلم التجهيزات. هكذا، أدركت حجم الفساد على رأس مصلحة التسويق المكلف بهذا الملف. أشعرت فرع أديداس بمصر، لكن المخزون كان غير كاف".
وأضاف "طلبت من الملحق لويك جيروند Loïc Gérand، الاتصال بشخص من معارفه في القطاع، روميالد سيلير Romuald Seilier، رئيس تكتيكل ستيل Tactical Steel، الذي كان بإمكانه تسليمنا ما نريد. في هذا الملف، لم يكن أي شخص قادرا على التلاعب".
وتطرق عمرو فهمي، في تصريح لـ"فرانس برس"، اليوم الخميس، الى مسألة فسخ العقد مع "بوما"، مشيرا الى أن الشركة الألمانية "طلبت مبلغ 100 ألف دولار كشرط جزائي (بعد) فسخ العقد، الا أن الكاف تجاهل سداد المبلغ حتى الآن".
أضاف المصري الذي تولى الأمانة العام في نوفمبر 2017، بعد أشهر من انتخاب أحمد، "عندما توليت المسؤولية في الكاف كانت لدي طموحات واهداف عديدة أسعى لتحقيقها، لكني فوجئت بواقع مرير وفساد مالي وإداري يستحيل معه تنفيذ أي أفكار لتطوير الكرة في إفريقيا".
وقال عمر فهمي، نجل الأمين العام السابق للاتحاد مصطفى فهمي، لـ"فرانس برس"، إن "أحدا من أعضاء المكتب التنفيذي للكاف برئاسة أحمد أحمد لن يستطيع مقاضاتي أو توجيه أي اتهام لي، لأني أملك كافة المستندات التي تدينهم والتي أرفقتها بشكواي لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم".
وعندما تحدث أحمد أحمد، عن عمرو فهمي، أوضح أن الكاف تتوفر على ملفات حوله، معتبرا أن ذلك برر عدم الاحتفاظ به، مشيرا إلى أن فهمي لم يغادر الكاف بعد اتفاق حبي، بل جرى تسريحه.
وأضاف أن القرار اتخذ منذ أشهر، مؤكدا أن قرار الطرد تأخر بسبب ظروفه الصحية.
وأشار إلى أن عمر فهمي ضغط على موظفات مصريات من أجل الادعاء أنهن تعرض للتحرش، لكنهن رفضن ذلك، حسب ما صرح به أحمد أحمد في أبريل لـ"جون أفريك".
وكان أحمد أحمد موجودا في العاصمة الفرنسية لحضور اجتماع طارئ للجنة التنفيذية للاتحاد القاري كان قد دعا له الأسبوع الماضي، وكونغرس الاتحاد الدولي الذي عقد الأربعاء لإعادة انتخاب السويسري جاني إنفانتينو رئيسا للفيفا لولاية جديدة من أربعة أعوام.
وتأتي الأنباء عن استجواب أحمد في خضم سلسلة أحداث مثيرة للجدل تشهدها كرة القدم القارية قبل نحو أسبوعين من الموعد المقرر لإقامة كأس الأمم الإفريقية في مصر بين 21 يونيو و19 يوليوز.
واتخذت اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري الأربعاء قرارا بإعادة مباراة الإياب للدور النهائي لمسابقة دوري الأبطال بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي على أرض محايدة بعد انتهاء البطولة القارية، على خلفية الاحداث التي رافقت مباراة الإياب الأسبوع الماضي على الملعب الأولمبي في رادس، وانسحاب لاعبي الفريق المغربي بعد احتجاجات واسعة على التحكيم لاسيما تقنية المساعدة بالفيديو (الفار).