حرب إبادة ضد الفأر الغابوي بسبب "الليشمانيا"

من الحملة السابقة للقضاء على مسببات الداء
سعيد أهمان

أطلق المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بدرعة تافيلالت، ومندوبية وزارة الصحة بزاكورة، حملة لإبادة "الفأر الغابوي" المسبب لظهور "وباء الليشمانيا"، والذي تجاوزت حالات الإصابة به في المنطقة 280 شخصا، من أصل 800 إصابة أعلنت وزارة الصحة تسجيلها منذ أكتوبر الماضي بالمغرب.

وعهدت مهمة تنفيذ الإبادة، حسب مصادر مطلعة لـ"تلكيل – عربي"، إلى لجنة مشتركة، تتكون من ممثلين عن مندوبية وزارة الصحة، والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، والسلطات المحلية، بمشاركة متطوعين تلقوا تكوينا في الموضوع.

وتتم عملية الإبادة، التي أظهرت صور حصل عليها "تيلكيل – عربي" أنها تتم حتى داخل المقابر، باستعمال مبيدات سامة خاصة بقتل الفئران ونواقل داء الليشمانيا، وهي المهمة التي يقوم بها العاملون في الحملة والمتطوعون، باتخاذ احتياطات للحفاظ على سلامتهم، من قبيل لباس خاص يحول دون لمسهم للمبيدات السامة.

 وتأتي حملة إبادة "الفأر الغابوي" ونواقل داء "الليشمانيا"، موازاة مع الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة بعد إحصاء 800 إصابة جديدة بداء "اللشمانيا" من أكتوبر 2017 إلى الآن، وفحص 29 ألفا و600 تلميذ بالمدارس الموجودة بالمناطق الموبوءة بـ"الليشمانيا"، وهي أساسا أقاليم جهة درعة تافيلالت.

ويسبب "الليشمانيا" الذي أصاب أطفال زاكورة على جه الخصوص، تقرحات جلدية مؤلمة على مستوى الوجه والذراع والأرجل، بأشكال دائرية أو طويلة تخرج منها إفرازات وقيح، بسبب انتشار بؤر الأزبال والكلاب الضالة، وما یعرف بـ"الفأر الغابوي"، الذي یتكاثر خاصة في الأخشاب التي تكون مكومة أمام منازل القرى.

إقرأ أيضا: وزارة الصحة: 800 حالة إصابة بـ"الليشمانيا" منذ أكتوبر

وتشير معطيات وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، أن مصدر الإصابات بالداء في المغرب، هو "نواقل المرض"، أي بعض الحشرات، من قبيل الذباب الرملي، وتنتشر العدوى والإصابات، مع نهاية موسم ذبابة الرمل (شتنبر-أكتوبر)، وبعد فترة حضانة يقضيها في أجساد المصابين (من أسبوع إلى شهرين)، تحل بداية الشتاء، لتظهر الإصابة على البشر، ولا تشفى إلا بعد مرور ستة أشهر.

وتفيد إحصائيات وزارة الصحة، أن المغرب يعرف سنويا، 2500 إصابة بمرض "الليشمانيا" معدلا متوسطا، 90 % منها جلدية، في وقت ينخرط المغرب، منذ 2014، في خطة تطمح إلى إعلان المغرب بلدا بدون "ليشمانيا"، انطلاقا من محاربة نواقل المرض، خصوصا بعد تنبيهات منظمة الصحة العالمية، أن الداء "يمثل مشكلة صحية عمومية راهنة في المغرب".

وبينما تعتبر وزارة الصحة، في تقاريرها حول الموضوع، أن الداء يضرب في المغرب، في المناطق التي تشهد "ضعف تجهيزات الصرف الصحي، والتأخر في البنيات التحتية الأساسية المتعلقة بمعالجة مياه الصرف الصحي وجمع النفايات وطمرها في المطارح المراقبة"، قال تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، أن من أسبابه، أيضا، سوء التغذية، ونزوح المجموعات السكانية، ورداءة السكن، فضلا عن لدغات الذباب الرملي.

وفيما تشير المنظمة أن الداء، يؤدي في العالم، سنويا، إلى وفاة ما بين 20 ألف و30 ألف شخص، تعتبر أنه في منطقة شمال إفريقيا، يعد داء "الليشمانيا الجلدي" الشكل الرئيسي لهذا المرض، إذ يظهر على شكل تقرحات ونتوءات متعفنة بمختلف الأطراف، يعيش المصابون بها على مستوى بشرة الوجه، معاناة جسدية ونفسانية، بسبب التشوهات التي تخلفها تلك الالتهابات الجلدية.

إقرأ أيضا: داء "الليشمانيا" يضرب مجددا في زاكورة.. ومندوب الصحة يرفض التعليق