فضيحة رمضان.. "البوليس" يستمع لضحية و"أوكسفورد" توقفه عن التدريس

طارق رمضان وهندة عياري (صورة مركبة)
امحمد خيي

بدأ خناق القضاء الفرنسي يشتد حول عنق طارق رمضان، المفكر الإسلامي وحفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، إذ بدأت الشرطة الفرنسية، أبحاثها في شكايات نساء اتهمنه باغتصابهن، وهو التطور الذي أثر حتى على عمله، بأن قررت جامعة "أوكسفورد"، منحه عطلة مفتوحة بسبب مشاكله، وبالتزامن مع دخول سياسيين فرنسيين على الخط للتنديد بفضائح رمضان.

وفي التفاصيل، كشفت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، في قصاصة اطلع عليها "تيلكيل"، أن المحققين في باريس، استمعوا، قبل ساعات، إلى المشتكية الثانية من الأكاديمي الاسلامي السويسري، بسبب اغتصابها، حسب محاميها إريك موران.

وتبلغ المرأة المشتكية في عمرها 40 عاما، ووضعت شكاية لدى المدعي العام الفرنسي في باريس، نهاية أكتوبر الماضي، وأياما بعد الشكاية التي تقدمت بها هندا عياري، الكاتبة الفرنسية من أصل تونسي، المعروفة بأنها تخلت عن الفكر السلفي، وأصبحت ناشطة نسوية وعلمانية.

وتم ضم الشكاية الثانية إلى ملف التحقيق التمهيدي الذي فتح بحق طارق رمضان، في باريس، منذ أكتوبر الماضي، بتهم "الاغتصاب والاعتداء الجنسي والعنف والتهديد بالقتل"، عقب شكاية هندا عياري.

إقرأ أيضا: العياري تحكي تفاصيل اغتصابها من قبل رمضان

وفيما استغرقت جلسة الاستماع، إلى المشتكية الثانية، ست ساعات، حسب المحامي الذي يؤازرها، أوضحت إذاعة أوربا الأولى، أن المدعية الثانية التي تتهم رمضان باغتصابها، داخل فندق في ليون (شرق وسط فرنسا)، في أكتوبر 2009، زودت المحققين بتقارير طبية تدعم اتهاماتها.

وبينما تتعلق شكاية التونسية هند عياري، بوقائع جرت في فندق باريسي في ربيع 2012 اثناء لقاء وحيد جمعها برمضان، ندد المفكر الإسلامي، في أكتوبر الماضي، على صفحته في "فيسبوك" بالاتهامات ضده، معتبرا أنها "حملة افتراءات من أعدائي".

وفي رد ميداني، رفع محامو طارق رمضان، في الأسبوع الماضي، دعوى قضائية من أجل "التأثير على شهود"، ضد الكاتبة كارولين فوريست، التي أعلنت مؤخرا عبر وسائل الاعلام اتصالها منذ 2009، بثلاث نساء أكدن أنهن ضحايا لطارق رمضان، بينهن المرأة التي استمع إليها المحققون.

أوكسفور توقفه عن العمل

ونفا المفكر الاسلامي الاثنين الماضي اتهامات أخرى نشرتها صحيفة سويسرية، وفيها أنه تحرش جنسيا بقاصرات في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، مؤكدا انه سيقاضيها بتهمة التشهير.

وارتباطا بالاتهامات الموجهة لطارق رمضان، أعلنت جامعة أوكسفورد البريطانية، الثلاثاء الماضي، منح المفكر الإسلامي، الذي يحاضر في الدراسات الاسلامية لديها، عطلة مفتوحة "بالتوافق معه لاعطائه مجالا للتعامل مع الاتهامات الجدية للغاية الموجهة إليه، والتي نفاها كلها بشكل قاطع".

إقرأ أيضا: ضجة عالمية بسبب غلاف "شارلي إيبدو" حول "فضيحة" رمضان

ويبلغ طارق رمضان من العمر 55 سنة، وهو حفيد مؤسس جماعة الاخوان المسلمين حسن البنا، ولديه شعبية في أوساط الاسلاميين المحافظين، لكنه يلقى معارضة شديدة في الأوساط العلمانية التي تعتبر انه يدعم حركات الإسلام السياسي.

رئيس وزراء فرنسا السابق: مواعظه أضرت بشبابنا

ودخل سياسيون على خط فضيحة طارق رمضان، فشن عليه مانويل فالس، الوزير الأول الاشتراكي الفرنسي السابق والنائب البرلماني الحالي غير المنتمي، الأحد الماضي، هجوما حادا، بقوله إن رمضان "أضر كثيرا بشبابنا، مستفيدا من تواطؤ إعلاميين يستضيفونه كأنه مثقف".

وشن مانويل فالس، هجومه الذي يرى فيه أنه "حان الوقت لقول كفى أمام طارق رمضان"، أثناء إدلائه باستجواب ل"أوروب1" و"سي إن نيوز"، تم فيه التعرض إلى فضيحة طارق رمضان، والتهديدات التي تلقتها أسبوعية "شارلي إيبدو"، بسبب رسم خصصته للمفكر الإسلامي، يظهره بعضو جنسي ضخم، ويصيح "أنا الركن السادس في الإسلام".

وقال الوزير الأول السابق: "منذ وقت طويل وأنا أستنكر ازدواجية طارق رمضان، المسمى من قبل البعض بالمثقف، والذي يقوم بالترويج لتطبيق الشريعة، والذي سبب ضررا بالغا لشبابنا بفرنسا بأشرطته المسجلة، ومواعظه داخل مساجدنا، وباستدعائه إلى بلاتوهات التلفزيون، مستفيدا من صداقاته ومن التواطؤ".

إقرأ أيضا: الإرهاب يهدد مجددا "شارلي ايبدو" بسبب طارق رمضان

ولم يتردد المتحدث ذاته في شرح المقصود بالتواطؤ، بالقول إنه يعني به "بعض وسائل الإعلام، التي تعطيه الكلمة مستسلمة أمام الإسلام المتشدد"، مضيفا "في لحظة ما يجب قول كفى".

وبالنسبة إلى المتحدث ذاته، تشبه التهديدات التي تلقتها أسبوعية "شارلي إيبدو"، تلك التي أدت إلى استهداف مقرها بعملية إرهابية في 2015، بقوله: "أنظروا إلى ما يجري الآن، إنها تهديدات بالنبرة ذاتها التي شاهدناها قبل الهجمات الإرهابية ليناير 2015".