البرلماني قربال يحكي لـ"تيل كيل عربي" كواليس حرب طاحنة مع البوليساريو في البرلمان الافريقي

موسى متروف

حكى النائب البرلماني المغربي نور الدين قربال عن حزب العدالة والتنمية، عضو البرلمان الإفريقي، لـ"تيل كيل عربي"، تفاصيل "الحرب" الذي أعلنها مع زملائه النواب المغاربة الأربعة الآخرين، خلال دورة ماي، لمحو آثار عناصر جبهة "البوليساريو" من مسؤوليات البرلمان الإفريقي.

"حاولنا محو البوليساريو من كل المسؤوليات التي كانت لديهم، بدأنا من مكتب البرلمان الإفريقي، كانت هناك نائبة للرئيس "كانت دايرة ما بْغات"، بهذه العبارة وبهذا المعنى، والنواب الآخرون كانوا يتغيبون، الله أعلم ماذا فعلوا معهم، هل رشوهم أم ماذا؟ هي تحضر دائما، حتى إذا لم يأت الرئيس، تكون هي في الواجهة وهذا معطى مهم وقد استطعنا في النهاية القضاء عليها"، هكذا يصف نور قربال مطاردة العناصر الانفصالية من مكتب ولجان البرلمان الإفريقي.

وأضاف قربال، حول المرحلة الثانية من تحرك النواب المغاربة لمطاردة "فلول" عناصر "البوليساريو من البرلمان القاري، "ثم توجهنا إلى المجموعات الإقليمية وتحديدا إلى مجموعة شمال إفريقيا التي كان لهم فيها كذلك مقرر، ومعلوم أن هذه المجموعة لها دور مهم جدا. فحاولنا أن ننزع منهم منصب المقرر الذي سلمناه للدولة الليبية، وبما أننا جددٌ في البرلمان الإفريقي، وفي طور التعرف على أعضاء هذه المؤسسة، فقد تبنينا استراتيجية وهي البحث عن أصدقاء من دول صديقة ولها موقف إيجابي من القضية الوطنية، مثل الكوت دي فوار والسينغال وغيرها، ولهذا اخترنا المقرر الليبي الذي يعرف المغرب ويزوره"...

وفي خطوة ثالثة، استهدف البرلمانيون المغاربة اللجان، وهي عشر لجان، إضافة إلى لجنة جديدة تمت إضافتها تتعلق بمالية البرلمان، ويحكي قربال لـ"تيل كيل"، في هذا الصدد، "قمنا بحملة في كل لجنة، رشح الانفصاليون فيها أنفسهم، ولذلك تمكنا من إفشال ترشحهم لمنصب مقرر لجنة التعاون، وفي لجنة حقوق الإنسان وهي لجنة مهمة وكانوا قد ترشحوا فيها لمنصبي نائب الرئيس والمقرر وأفشلنا لهم ذلك، والأهم من ذلك فزنا بمقعد المقرر الذي حصلت عليه الأخت مريم أوحساتا"...

وفي هذه النقطة بالذات، نفى نور الدين قربال، ما تم تداوله حول رفضه التصويت على أوحساتا على اعتبار أنها نائبة برلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، مؤكدا أنه "ضد الحزبية الضيقة" في عمله السياسي منذ عشرين سنة، وزاد "كنا نريد اقتراحها نائبة في لجنة شمال إفريقيا ولكن تسنى اقتراحها مقررة في لجنة حقوق الإنسان".

وهمّ التحرك المغربي أيضا "لجنة مقاربة النوع التي ترشحت لها السيدة التي كانت نائبة لرئيس البرلمان التي تمكنا من إفشال التصويت عليها، وطاردناها في هذه اللجنة"، يقول قربال، موضحا "والله واخا لو تقبط الدبلوماسية حتى تعيا، ولكن هاد الشي اللي وْقع ما يمكن نقولوا عليه غير هذا فضل الله"، وشدد قائلا "هذا مؤشر أننا بوسائلنا المتواضعة وعددنا خمسة وبعض الموظفين، تحركنا في كل اتجاه لإقناع الأعضاء بعدم التصويت على عناصر البوليساريو".

وفي الأخير "بقيت لجنة المالية واستطعنا عرقلة وصول عنصر من الانفصاليين إليها"، يقول المتحدث حول اللجان الدائمة، لينتقل إلى ما يتعلق باللجان الموضوعاتية، وهما تحديا اثنان؛ "أولاهما مختصة بالشباب وهي مهمة والثانية خاصة بالنساء، هذه الأخيرة منحناها لتونسية صديقة للمغرب وقد انتزعناها من الانفصاليين ولجنة الشباب منحناها لرئيسة في صفنا من تنزانيا والنيابة منحناها لليبيا"، يضيف قربال.

ويحكي قربال أن "عناصر البوليسارو احتجوا على الرئيس بعد هذه التحركات والإنجازات وقلنا إنها الديمقراطية "واضرب على راسك" وفي الأخير أعدوا ملتمسا تطرقوا فيه إلى "الاستعمار" و"استغلال الثروات" وحمعوا كل ما لديهم وأعدوه ليناقَش في اللجنة وبعدها الجلسة العامة ويُسلّم بعد ذلك إلى الاتحاد الإفريقي"، وأضاف "بحثنا عن الملتمس حتى حصلنا عليه  لنكتشف أن شخصين وقعا معهما؛ واحد بتوقيع جديد والآخر بتوقيع قديم، "كان ما فاهمش"، ووضعوا له تاريخ الأيام الأخيرة، بمعنى أن هناك تزويرا، فذهبنا عند المعني وقال لنا إنه وقع الملتمس منذ مدة طويلة ولم يكن يدرك حيثيات الموضوع والآن أصبح يفهم الملف ومستعد لرفع دعوى قضائية في حقهم حتى لا يتقدموا بملتمس باسمه". وخلص قربال إلى أن الانفصاليين "لما شعروا بخطورة ما قاموا به بعد أن توعدناهم بفضحهم في الجلسة العامة، وهددناهم برفع دعوى قضائية وتفاديا لـ"الشوهة" سحبوا ملتمسهم".