"المخابرات" تشعل المواجهة بين دفاع المعتقلين ودفاع الدولة المغربية

تيل كيل عربي

لأول مرة في محاكمة معتقلي حراك الريف ترفع الهيئة القضائية الجلسة بسبب الجدل وتبادل الاتهامات والسب بين دفاع المعتقلين ودفاع الدولة.

فخلال استكمال الهيئة القضائية لاستجواب المتهم محمد الحكيمي، تدخل المحامي محمد الحسني كروط، دفاع الدولة المغربية، ليسأله عن واقعة وصفه للأشخاص الذين كانوا يحملون الأعلام الوطنية ويرغبون في نسف الاحتجاجات ب"البلطجية"، وهي العبارة التي سأل المحامي المتهم إن كان يتذكرها، فاعترض دفاع المتهمين.

وأمام الجدل القائم حول طرح السؤال على المتهم، وإصرار دفاع الطرف المدني "الدولة المغربية" على جواب المتهم وقراءة محضر الجلسة السابقة، تدخلت المحامية سعاد لبراهمة، عن دفاع المتهمين، ووصفت تدخل دفاع الدولة المغربية ب"الأسلوب الاستخباراتي  في طرح الأسئلة"، وهو ما لم يتقبله المحامي  الذي انتفض في وجهها، قائلا "المخابرات بزاف عليك"، مطالبا المحكمة بتسجيل ماقالته المحامية في محضر الجلسة.

وتصاعدت حدة التوتر بين محامي الدولة المغربية محامو الدفاع ،خاصة المحامي عبد العزيز النويضي والمحامية خديجة الروكاني، التي صرخت قائلة إنها لا تقبل أن يعتبر المحامي كروط الاستخبارات أحسن من الدفاع، وأنه أهان البدلة حين أجاب زميلتها البراهمة بعبارة "المخابرات بزاف عليك"، لكن المحامي كروط أعاد على مسامعها الجواب قائلا "ايه المخابرات بزاف عليك وهي جهاز متظم وكيحمينا ويحميك".

وتحول حكيم الوردي، نائب الوكيل العام إلى حكم بين المحامين، حين صعد المحامي كروط من لهجته وطالب بتسجيل ما وصفه ب"إهانة" لمهنة الدفاع وحصانته وللجهة التي ينوب عنها "الدولة المغربية". نائب الوكيل العام من جهته طلب من المحامي كروط التنازل عن ملتمس ادراج ما قالته له المحامية ابراهمة في محضر الجلسة على اعتبار أن التشنج والضغط الذي يطبع هذه المحاكمة لا يمكن أن يؤثر على الاحترام المتبادل بين زملاء المهنة الواحدة، وأيضا بين أطراف هذه المحاكمة سواء الدفاع أو النيابة العامة أو المحكمة، وطالب الوردي المحامي كروط بالتجاوز عما قيل من باب "أخوي"، وأيضا قانوني ،لأن محضر الجلسة يسجل فيه ما يتعلق بالمحاكمة واستجواب المتهمين وليس ما يدور من نقاشات بين أطراف العدالة.

وتدخل النقيب عبد الرحيم الجامعي مطالبا المحامين بالهدوء واحترام بعضهم البعض، والكف عن تبادل الملاسنات، قبل أن يطالب هيئة الحكم بتأجيل الجلسة لرفع التوتر، وحينها قال رئيس الجلسة في محاولة لتهدئة الأوضاع "عندما يذكر النبل تذكر المحاماة فأين أنتم من هذا، وسبق لنقيبكم أن قال لكم كفى من تبادل الملاسنات".

ولم تلق كلمات المستشار علي طرشي، رئيس الجلسة أي صدى لدى المحامين المتنازعين. إذ أصر دفاع الدولة المغربية على موقفه معتبرا أن "إهانات" دفاع المتهمين له "مقصودة ومتكررة" وأن دفاع المعتقلين "يتعمد" مقاطعته خلال طرحه الأسئلة على المتهمين، بل ويجيب مكان المتهم.

وأمام هذا الوضع المتأزم والنقاش الحاد بين المحامين، والذي جعل الكل في موضع ذهول من تبادل عبارات "الشتم" بين دفاع الطرف المدني ودفاع المتهمين، انسحبت الهيئة القضائية معلنة عن تأجيل القضية إلى يوم غد الجمعة.