بنحمزة يرد على الوزيرة الدنماركية: 2.5 مليون مسلم ماتوا لأجل أوروبا..أفلم يصوموا حينها

عبد الرحيم سموكني

رد رئيس المجلس العلمي بوجدة مصطفى بنحمزة على دعوة وزيرة الهجرة الدنماركية المسلمين إلى أخذ عطل في شهر رمضان، لأن الصيام "يشكل خطرا على المجتمع ككل" وفق تعبيرها، وقال بنحمزة إن هذه الدعوة تدخل صارخ في حرية المعتقد وتتنافى مع مواثيق حقوق الإنسان التي ساقها الغرب أولا.
واعتبر بنحمزة في تصريح لـ"تيل كيل عربي" أن دعوة المسلمين في الدانمارك إلى أخذ إجازة، فيه نوع من الاحتقار والتدخل في حياتهم الخاصة، فعوض أن يحاسبوهم على ساعات العمل والمردودية يأخذونهم على معتقداتهم الدينية، ويقول "إن فكر اليمين المتطرف يبرهن كل يوم على إفلاسه الفكري، وعجزه عن طرح حلول اقتصادية وتنموية، ولهذا فهو يعادي الأجانب والمهاجرين، لكن عندما يتعلق الأمر بالصوم، فإنهم يريدون محاربة معتقد، ولا يقف الأمر عند مهاجرين أو لاجئين، بل إن الهدف هو محاربة الإسلام، فهناك دانمركيون مسلمون".
وكتبت إنغر ستويبرغ، العضو في الحزب الليبرالي، في مقال لها عن المسلمين ورمضان "أن الامتناع عن الأكل والشرب خلال هذه الفترة يشكل خطرا علينا جميعا"، وأضافت: "أتساءل ما إذا كان فرض ديني كركن من أركان الإسلام عمره 1400 عام يتوافق مع المجتمع وسوق العمل في الدنمارك في عام 2018".
ويرد بنحمزة بأن المسيحية أقدم من الإسلام، فهل هذا يعني أنها لم تعد متماشية مع قيم أوروبا الحداثية، فليهدموا كل الكنائس، لأن تاريخها أكثر من 14 قرنا.
وقال "لماذا لا نقول نحن أيضا في العالم الإسلامي، أن على المسيحين ألا يحتفلوا بأعياد ميلاد المسيح عندنا، وأن نتنازل عن عطل رأس السنة الميلادية، وأن نتخلص من كل مشاهد الاحتفالات الدينية التي تعنيهم".
ويتابع بنحمزة موضحا "مات 2.5 مليون مسلم خلال الحرب العالمية الأولى والثانية من أجل الدفاع عن أوروبا من النازية، فهل قتل مائة منهم في الدفاع عنا، العكس هو ما وقع، هم من قاتلونا واحتلونا لعقود، ثم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، من بنى أوروبا؟ أوليس العمال المسلمون الذين حفروا المناجم في العشرينات والثلاثينات ليزودوا القارة العجوز بموارد الطاقة، ومنهم من قضى نحبه في العمل في مناجم الشمال الفرنسي وفي إيطاليا، وحتى في البلدان الإسكندنافية، فلماذا يريدون اليوم التخلص من المسلمين بدعوى أن صومهم يشكل خطرا على مجتمعاتهم، ألم يكن يخلق الصوم خطرا في القرون السابقة؟".
ومن المرشح أن يشعل مقال الوزيرة الدنماركية جدلا واسعا في صفوف الجاليات المسلمة بأروبا، خاصة وأنها كتبت في مقالها أنها تخشى من أن يؤثر الصوم على "السلامة والإنتاجية"، وضربت مثالا على ذلك حالة سائق حافلة "لم يأكل أو يشرب منذ أكثر من 10 ساعات". وقالت ستويبرغ "قد يشكل ذلك خطرا علينا جميعا".
وهو ما يرد عليه بنحمزة بالقول إن مقال الوزيرة الدنماركية مليء بالكراهية، لأنه يقوم على التمييز في العمل على اساس ديني، في حين أن الإسلام دخل الدنمارك قبل ن ترى هي النور، وأن دعوتها لو تمت مثلا في بلد إسلامي ضد إحدى الأقليات الدينية لقامت الدنيا ولم تقعد، وقال "لما نجبر المسلم على أخذ الإجازة في توقيت محدد، إنه انتهاك لحريته الفردية وتدخل في عقيدة الدينية، هل هذا هو الفكر المتحرر الذي حملته مواثيق حقوق الإنسان القادمة من الغرب؟ لا أعتقد ذلك بالمرة، وفهل على اليهود أيضا، الذين يحترمون طقوسهم الدينية، أن يمتنعوا عن صوم أيام السبت والتنازل عن عادتهم بعدم إيقاد النار والطهو في المنازل؟".