حملة لمقاطعة المتسولين لمنع استغلال الأطفال وتوجيه الصدقة إلى المتعففين

عبد الرحيم سموكني

أطلقت الجمعية المغربية لحماية الطفولة حملة لمقاطعة محترفي التسول، تعتمد على إقناع المغاربة بالتوقف عن منح صدقات مالية للمتسولين في الطرق وإشارات المرور، والتركيز على منح الصدقة للمحتاجين من اليتامى والمحتاجين والمرضى المتعففين.

وقال عزالعرب لحلو، رئيس الجمعية لـ"تيل كيل عربي"، إن الوضعية التي وصل لها التسول الاحترافي تدعو للقلق والانزعاج، ما دفع بالمجمعية إلى دق ناقوس الخطر، موضحا بأن دراسة ميدانية قامت بها الجمعية شملت استطلاعا هم ألف متوسل، كشفت أن 92 في المائة منهم ممتهنو تسول.

ويعتبر لحلو أن دعوة المغاربة إلى مقاطعة المتسولين، ليست أمرا صادما ولا تحريضا على القسوة، بل هي دعوة لإنقاذ استعمال الأطفال في التسول، بعدما صاروا "سلعة" مطلوبة لدى شبكات التسول المنظمة، وقال "إن الأمر الخطير الذي صرنا نصادفه اليوم هو اختطاف أطفال وتشغيلهم في شبكات التسول.

ويشرح لحلو أن معدل الدخل اليومي لمتسول عاد بدون طفل يبدأ من 300 درهم، أما إن كان برفقة أطفال فهذا المعدل يتضاعف ويمكن أن يصل إلى 1200 درهم في اليوم، ويزيد "لا يمكن حصر معدل دخل يومي، فالمبلغ يختلف حسب وجود إعاقة لدى الطفل أو الأب أو الأم المفترضة، كما أن المناسبات الدينية والأعياد تزيد من دخل المتسولين ويمكن أن يصل الدخل اليومي إلى 2000 درهم.

وقال لحلو إنه التقى حالة طفلة لا تبلغ من العمر سوى خمس سنوات، يجري كراؤها لثلاث متسولين، في ثلاث فترات في اليوم، من الصباح إلى منتصف الليل بقيمة مالية تصل إلى 300 درهم.

ويرى أن التساهل والتعاطف مع مشهد الأطفال المتسولين المرفوقين بالراشدين، يؤدي في حقيقة الأمر إلى تعميق معاناة هؤلاء الأطفال، وصنع أطفال شوارع مستقبليين ونساء عازبات مستقبلا.

ويتابع لحلو بأن الحديث عن رقم للمتسولين في المغرب يبقى صعب التحديد، ويقول "هناك من يتحدث عن 195 ألف متسول في المغرب، وهو رقم جرى التوصل إليه عبر محاضر الضبط في مراكز الإيواء الاجتماعي أو محاضر الشرطة، وهو رقم بعيد عن الحقيقة، لأن هناك آلاف المتسولين الذين لم يجر توقيفهم من قبل".

وحسب لحلو فإن هناك تساهلا من طرف الدولة مع المتسولين ما جعل هذه الظاهرة تتحول إلى صناعة قائمة الذات؛ ضحيتها الأولى هم الأطفال، الذين صاروا مطلوبين بشدة، لأن متسولا بطفل أو بطفلة يجني أموالا أكثر إن كان لوحده.

وقال "لا يعقل أن يدان متسول يستعمل أطفالا بأربعة أشهر موقوفة التنفيذ، وهي عقوبة قصوى، أكيد أنه سيعود إلى الممارسة نفسها، وباستغلال الأطفال ذاتهم، بل الأنكى أن هناك حالات ضبط فيها متسولون يستغلون صغارا، وبعد التوقيف لم يجري انتزاع الأطفال منهم، بل أرجعوا للمتسولين".

وختم لحلو تصريحه بمناشدة ما سماه "ذكاء المغاربة" بالتوقف عن الصدقة لكل من يستعمل أطفالا صغارا، وأن يتوجهوا إلى تفريج كربة المتعففين، سواء بالمساعدة في أداء ديون البقال أو مساعدة المرضى واليتامى الذين لا يبسطون أيديهم في الشارع.