في ذكرى تأسيس "البام".. وهبي: الاحتفال محطة للتفكير في مدى التزامنا بالاستمرار على المبادئ

محمد فرنان

قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، إن "الثامن غشت من كل سنة هو موعد وذكرى عزيزة على كل المتشبثين بالقيم الحداثية المؤسسة لحزب الأصالة والمعاصرة، نحتفي فيها اليوم بالذكرى الرابعة عشر لهذه المحطة التأسيسية التاريخية، التي تحل هذه السنة في ظل سياق دولي ووطني مختلف وجد صعب، ذلك أنه على الصعيد الدولي يعرف العالم متغيرات وحروب وصراعات علنية وباردة، أدت إلى اختلالات بينة في العلاقات الاقتصادية والتجارية والجيو-سياسية بين الدول، الأمر الذي انعكس -كما جميع دول العالم- على الوضع الداخلي لبلادنا، وهنا نسجل على وجه التحديد اختلالات في الأسواق الدولية أدت إلى ارتفاع أسعار مجموعة من المواد الأساسية، خاصة الطاقية".

وأضاف وهبي في نداء بمناسبة  الذكرى 14 لتأسيس "البام"، أن "الحزب يحتفي بذكرى تأسيسه، في محطة سياسية مختلفة، حيث لأول مرة نحتفي بهذه الذكرى وحزبنا يتحمل مسؤولية تدبير الشأن العمومي داخل الحكومة، بعد أزيد من عقد من الزمن من ممارسة المعارضة العقلانية الوطنية، مكنته من تعميق تصوراته وبرامجه بحكم القرب من مواطناته ومواطنيه".

وتابع: "بفضل صدقية وواقعية خطابه ووضوح مواقفه واحترام خصومه وسمو صراعاته الفكرية والسياسية، تمكن حزبنا من كسب احترام وتقدير المواطنين الذين بوأونا عن جدارة واستحقاق المرتبة الثانية في الساحة السياسية الوطنية، لذلك يحق لنا جميعا أن نبتهج عاليا بالمكانة السياسية المستحقة التي بات الحزب يحتلها في المشهد السياسي، خاصة تحمله مسؤولية تدبير الشأن العام على مستوى الحكومة، واستمرار نجاعة أدائه وريادته داخل غرفتي البرلمان وفي تدبير مجالس الجهات والعمالات والأقاليم والجماعات الترابية، وهي المسؤوليات التي لن ندخر جهدا في جعلها وسائل لخدمة قضايا الشعب المغربي بكل فئاته الاجتماعية".

ودعا وهبي "جميع المناضلات والمناضلين، المنتخبات والمنتخبين، كل من موقع مسؤولياته المختلفة، أن ينصتوا جيدا لمطالب المواطنات والمواطنين، ويبذلوا أقصى جهودهم، وأن يلزموا التواصل اليومي والدائم والايجابي مع المواطنات والمواطنين بالاستماع إلى همومهم وانشغالاتهم والسعي للتجاوب مع مطالبهم المستعجلة وسرعة التفاعل معها، للتخفيف من حدة الصعوبات التي تواجهها بلادنا".

وأكد أن "ذكرى التأسيس تعتبر محطة هامة للافتخار بالمكانة والأشواط التي قطعناها جميعنا منذ المؤتمر الوطني الرابع لحزبنا، فإننا ندعو إلى جعلها بالقدر نفسه لحظة تاريخية مسؤولة لتقييم مسار الحزب بموضوعية كاملة، والوقوف على ما تتطلبه المرحلة الحالية على مختلف الواجهات، التنظيمية والسياسية والديبلوماسية، لربح جميع التحديات، لاسيما التحدي التنظيمي من خلال العمل على تقوية الهياكل التنظيمية، ورص صفوف تنظيم نساء وشباب الحزب، وإعادة بناء المنتديات والتنظيمات الموازية على أسس الديمقراطية والكفاءة والاستحقاق، وتقوية جميع أجهزة ومؤسسات حزبنا بالشكل الذي نطمح له جميعا، حتى نكون في مستوى اللحظة التاريخية التي يمر منها حزبنا، والانخراط بعزم وإرادة وروح وطنية في مواجهة التحديات التي تواجه الشعب المغربي، وأن نحولها إلى عناصر قوة ونجاح في مسار تطور بلادنا، والسير في طريق صون كرامة شعبنا".

وشدّد على أن "الاحتفال يجب أن يتحول بهذه الذكرى المتميزة إلى محطة للتفكير الجماعي في مدى التزامنا بالاستمرار على المبادئ والأهداف التي تأسس عليها الحزب يوم 8 غشت من سنة 2008، ومدى الاستمرار في الوفاء لقيم التأسيس التي لاتزال ترسم خارطة طريقنا في الحزب، وأن نرتقي بهذه الذكرى لنجعلها لحظة تاريخية للإسهام في تعزيز الحوار السياسي والدمقراطي ببلادنا، وفي ترسيخ قيم ومبادئ حقوق الإنسان ودولة الحق والقانون والحريات، ومحطة لتجديد وتكريس الوفاء بالتزاماتنا الدستورية والسياسية التامة داخل الأغلبية الحكومية، وتجسيدنا لقيم ومبادئ ميثاقها من مواقعنا المختلفة، وتشبثنا الراسخ بقيم التضامن والمسؤولية الجماعية، وبالتضحية داخل الحكومة حتى ننتصر على التحديات المستجدة و نفي بالالتزامات والبرامج والأوراش الحكومية".