كشفت مصادر طبية من مستشفى الحسني بالدارالبيضاء، الذي يستقبل قرابة 40 مريضا، مصابا بفيروس "كوفيد-19"، لـ"تيلكيل عربي"، أن العمل في مستشفى الحسني يتسم بالصعوبة بسبب غياب العدد الكافي من الممرضين المعالجين، إضافة إلى غياب غرفة تغيير الملابس الخاصة، عند عودة الأطباء والممرضين من الجناح المخصص لمرضى "كورونا" المستجد، وأنهم يضطرون لتغيير ملابسهم في ممر للأدرج، لا يسمح بوقوف شخصين معا، خاصة وأن عملية إزالة اللباس الخاصة تتطلب شخصين.
من جهتها أوضحت بهاء ربيع، مندوبة وزارة الصحة في عمالة الحي الحسني بالدارالبيضاء، أن أبرز المستشفيات الإقليمية اضطرت لملاءمة تجهيزاتها من أجل استقبال مرضى "كوفيد-19"، وأن الطاقم الطبي يحاول التغلب على الضغوطات التي تواجهه من أجل التغلب على هذا الوضع.
وحول حقيقة غياب غرفة تبديل الملابس الخاصة بالأطر الطبية المكلفة بعلاج حالات "كورونا" في مستشفى الحسني، أكدت المسؤولة أن المؤسسة لا تتوفر على غرفة خاصة، لكن هناك ممرا يتمتع بالتهوية، يفي بالغرض.
وأضافت ربيع، في تصريحها لـ"تيلكيل عربي"، أن المستشفى يتوفر على جميع اللوازم الضرورية لمعالجة مرضى "كوفيد-19"، وأن وسائل الوقاية، من كمامات ودروع للأوجه وألبسة واقية، متوفرة بشكل كاف.
وزادت مندوبة وزارة الصحة "نحن في حالة طوارئ، ولم يقدم أي مستشفى إقليمي على رفض استقبال مرضى 'كوفيد-19' لأنه ببساطة، أين يمكن معالجة المصابين؟".
وأوضحت مندوبة وزارة الصحة بعمالة الحي الحسني، وهي طبيبة متخصصة في علم الأوبئة، أن المستشفى يجري تسييره وفق الإمكانيات المتوفرة، وقالت "أتفهم تخوف الأطقم الصحية، نتيجة الضغط المتزايد، وهو أمر طبيعي، والخوف يتسبب في حالة هلع وارتباك نفسيين وهو ما نحاول تجاوزه عبر دعم الأطقم الصحية، إذ هناك طبيب لعشرة مرضى، وممرض لـ6 مصابين".
وحسب المسؤولة، فإن من بين التدابير التي جرى اتخاذها لتخفيف الضغط على المستشفى، الواقع في تراب عمالة الحي الحسني، إحدى أكبر العمالات من حيث عدد السكان بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، هي تخصيص جناح الولادة بالكامل لصالح مرضى "كورونا"، وإرسال الأمهات الحوامل إلى مصحتين خاصتين بعد الاتفاق معهما.
وحسب ربيع، فإن المندوبية تدخلت من أجل تزويد الأطقم الطبية المشتغلة في جناح "كوفيد-19" بمكملات غذائية كالفيتامين والزنك والمغنزيوم، من أجل مساعدتهم على تقوية مناعتهم، خاصة أنهم يقيمون بأحد الفنادق بالدارالبيضاء، بعيدا عن أسرهم، وأنها تدخلت شخصيا لإدخال تعديلات على وجبات الطعام المقدمة إليهم، خاصة وأن أغلبها وجبات باردة، في حين تطالب الأطر الصحية بوجبات ساخنة، وهو ما يُنصح به للأشخاص الذين يجدون أنفسهم في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء.