إنتهت اليوم الجمعة 22 ماي، المرحلة الأولى من عملية إجلاء المغاربة العالقين في سبتة، والمقدر عددهم حسب معطيات موثوقة حصل عليها "تيلكيل عربي" بقرابة 300 شخصاً، من بينهم عائلات كانوا رفقة أطفال ورضع، قضوا مدة 70 يوماً في الثغر المحتل، بعد قرار إغلاق الحدود بسبب تفشي جائحة فيروس "كورونا" المستجد.
وحسب المعطيات التي حصل عليها "تيلكيل عربي"، تم توزيع المغاربة الذين تم اجلاؤهم على فنادق ممتدة على الشريط الساحلي بين مدينتي الفنيدق والمضيق، دون إخبارهم بمدة الحجر الصحي التي سوف يخضعون لها، وسوف تتكلف الدولة بمصاريف إيوائهم ومأكلهم إلى حين مغادرتهم للفنادق حيث يقيمون.
وقال مغاربة تم إجلاؤهم اليوم، إن "العملية مرت بشكل سلس، سواء على مستوى الجانب الإسباني بمدينة المحتلة، أو بعد عبور معبر (تاراخال) وصولاً إلى الجانب المغربي".
وأضاف هؤلاء، أنه باستثناء من يتوفرون على سياراتهم الخاصة، خرج الباقون عبر مجموعات، وقامت شرطة الحدود المغربية بتدقيق هوياتهم، كما طلبت منهم التخلص من الكمامات الواقية والقفازات البلاستيكية التي دخلوا به، ومنحتهم أخرى جديدة.
وتابعت مصادر "تيلكيل عربي" من المغاربة الذين انتهت معاناته عالقين في سبتة لأزيد من شهرين، أنه "بعد قياس حرارة جسمهم، يمرون إلى تدقيق الهوية ثم عند مصالح الجمارك من أجل التفيش الروتوني المعهود على مستوى المعبر، وقبل ذلك، تخضع كل عربة تصل المعبر لتعقيم شامل من طرف فرق صحية.
وبعد الوصول إلى الجانب المغربي من المعبر، كما تصف مصادر "تيلكيل عربي" الوقائع، يوضع من لا يتوفرون على سيارات خاصة داخل خيم، كل خيمة مخصصة لـ25 شخصاً، وبعد اكتمال هذا العدد، ينقلون على متن حافلات مرفوقة بدوريات للأمن والدرك الملك، نحو الفنادق حيث سيقدون فترة الحجر الصحي.
وكشفت مصادر "تيلكيل عربي" أن جميع المغاربة الذين تم اجلاؤهم اليوم، أخذت منهم عينات عند وصولهم إلى الفنادق حيث سيقيمون، من أجل إخضاعها لتحليلات الكشف عن فيروس "كورونا" المستجد.
من جهتها، كشفت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" اليوم الجمعة، أن حدود "تاراخال" أعيد فتحها صباحا، حيث بدأت عملية إعادة المغاربة إلى وطنهم، حسب قائمة تضم 300 شخص سلمت السلطات المغربية أسماءهم في الساعات الأخيرة إلى الوفد الحكومي في سبتة لتسهيل عملية إرجاعهم.
وقالت الوكالة، إن "السلطات في سبتة، حولت مدرسة كمركو لتحديد هويات الراغبين في العودة إلى المغرب، وتقوم الشرطة، التي أنشأت جناحا خاصا بالمدرسة، عمليات التحقق من الهويات، وتجميع الأشخاص، وهي العملية التي لم تخلوا من مشاهد يأس لدى مغاربة كثر قالوا إنهم ليسوا على القائمة الرسمية للعودة إلى بلادهم".
وحسب "إيفي" فإن هؤلاء الأشخاص صرحوا أنهم "كانوا على قائمة أعدتها منظمة غير حكومية في سبتة، وأنهم، في النهاية، لم يعثروا على أسمائهم ضمن القائمة الرسمية التي قدمها المغرب".
في المقابل، شددت مصادر رسمية تحدثت لـ"تيلكيل عربي"، على أن من تم إجلاؤهم هم الذين تم التحقق من هويتهم وفترة دخولهم إلى مدينة سبتة المحتلة، حسب المعطيات التي توصل بها الجانب المغربي من الجانب الإسباني.
في السياق ذاته، قال أحد المغاربة الذين كانوا عالقين في سبتة وهو محامي، إن "عدداً من المغاربة قدموا صباح اليوم إلى المعبر، لكنهم لم يجدوا أسماءهم ضمن قائمة الإجلاء".
وكالة الإنباء الإسبانية، نقلت من جانبها أنها "عاينت احتجاجات العديد من هؤلاء المواطنين المغاربة، الذين لم يكونوا مدرجين في القائمة، بما في ذلك عائلة أشارت إلى أنه لم يقم أحد بتحذيرهم قبل إغلاق الحدود في شهر مارس الماضي".
وأبلغت مصادر من "إيفي" أن "أولئك الذين عادوا إلى بلادهم دخلوا الحافلات والحافلات الصغيرة إلى الحدود، بما في ذلك واحدة تابعة للصليب الأحمر الإسباني، والتي كانت مسؤولة عن نقل الأشخاص في الكراسي المتحركة".