بعد مرور ثلاث سنوات على الهجومين اللذين قتل فيهما 16 شخصا في برشلونة ومدينة أخرى في منطقة كاتالونيا الاسبانية، تبدأ الثلاثاء في العاصمة مدريد محاكمة الناجين الثلاثة من الخلية الجهادية المسؤولة عن الهجوم.
وبعدما أردت الشرطة المهاجمين الستة، تتمحور المحاكمة في هذه القضية حول المساعدة التي قدمها لهم الموقوفون الثلاثة. وعشية المحاكمة، إليكم إضاءة على الأحداث التي سبقت الاعتداءات، وتخللتها وتلتها.
تشكل الخلية
تشكات الخلية الجهادية في ريبول، البلدة الهادئة الواقعة عند سفح جبال البيرينيه في شمال كاتالونيا والتي تبعد مئة كيلومتر إلى الشمال من برشلونة، بعدما تمكن الإمام المغربي عبد الباقي الساطي البالغ 44 عاما من تجنيد 12 متطرفا، بينهم أخوة من أربع عائلات مختلفة.
قبيل منتصف الليل، وقع انفجار في منزل كانوا يستخدمونه مركزا للعمليات في ألكانار، البلدة الساحلية الواقعة بين برشلونة وفالنسيا. وتبعد ألكانار 170 كلم إلى الجنوب الغربي من برشلونة.
قتل في الانفجار الإمام الساطي وشخص آخر، وأصيب سبعة، اثنان منهم بجروح بالغة. ومن بين المصابين محمد حولي شملال، المتهم الرئيسي في القضية.
وكانت الخلية تعمل على تصنيع متفجرات لهجمات أكبر لاسيما على كنيسة ساغرادا فاميليا في برشلونة.
وكانت وسائل إعلام قد تحدثت بادئ الأمر عن انفجار سببه الغاز، لكن الشرطة عادت وأقامت رابطا بين الواقعتين بعد هجوم برشلونة. أجبر انفجار ألكانار الخلية على إعداد خطة بديلة سريعا.
حافلة تدهس حشدا من المارة
نحو الساعة 16,45 دهست حافلة بيضاء صغيرة كان يقودها يونس أبو يعقوب حشدا من المارة في لاس رامبلاس في وسط برشلونة، ما أوقع 14 قتيلا وأكثر من مئة مصاب.
بعدها ترجل أبو يعقوب من الحافلة متوجها إلى جامعة المدينة حيث قتل طعنا شخصا في الثلاثينيات من العمر واستولى على سيارته.
ويحمل الضحايا الجنسيات الإسبانية والأرجنتينية والأسترالية والبلجيكية والكندية والألمانية والإيطالية والبرتغالية والأميركية.
بعد سبع ساعات ونيف، صدمت سيارة بداخلها خمسة من أعضاء الخلية حشدا من المارة في بلدة كامبريلس الساحلية الواقعة على بعد مئة كيلومتر جنوب غرب برشلونة.
وبعدما صدموا نقطة تفتيش للشرطة، ترجل ركاب السيارة مسلحين بسكاكين وفأس وطعنوا امرأة توفيت لاحقا متأثرة بجروحها قبل ان ترديهم الشرطة.
بعد ثلاثة أيام عثرت الشرطة على أبو يعقوب في أحد كروم سوبيراتس الواقعة على بعد 30 كيلومترا غرب برشلونة. وهدد أبو يعقوب الذي كان مسلحا بسكاكين وخنجر وحزام ناسف مزيف، بتفجير نفسه قبل