أظهر تقرير صادر عن مركز الأبحاث حول وبائيات الكوارث بجامعة لوفان الكاثوليكية ببلجيكا، أن ما مجموعه 399 كارثة طبيعية اجتاحت مناطق مختلفة عبر العالم في العام 2023، متسببة في أضرار بقيمة 187 مليار يورو (202,7 مليار دولار).
ورغم عدم إدراج التقرير لتفاصيل الخسائر التي تكبدها المغرب جراء الزلزال الذي ضرب أكثر من إقليم خلال شهر شتنبر من العام 2023، باعتبار أنه تطرق للكوارث الأكثر دموية وتدميرا وكلفة، فإن هذا الحدث الطبيعي أثر على الاقتصاد المغربي.
وسبق وقدر عمر الكتاني، أستاذ الاقتصاد في جامعة محمد الخامس في الرباط، في تصريح لوكالة "الأنضول"، أياما بعد وقوع الزلزال، أن "الكلفة الاقتصادية المتوقعة له، تعادل ميزانية بناء مدينة صغيرة يبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة تضم نحو 30 ألف وحدة سكينة".
وأضاف الكتاني في تصريح للوكالة: "أقدر أن الكلفة ستتراوح ما بين 10 و15 مليار دولار، سيحتاج الأمر نحو 5 سنوات من القيمة المضافة التي ينتجها المغرب".
وأشار تقرير مركز الأبحاث حول وبائيات الكوارث إلى أن "الكوارث المصنفة أودت بحياة 86 ألفا و473 شخصا وطالت 93,1 مليون شخص العام الماضي، لافتا إلى أن الزلازل التي هزت تركيا وسوريا في فبراير 2023 شكلت الحدث الطبيعي الأكثر دموية في العام الماضي".
وأضاف أنه "مع مقتل 56 ألفا و683 شخصا وأضرار بقيمة 42,9 مليار دولار، كانت زلازل فبراير في تركيا وسوريا هي الحدث الأكثر دموية وتدميرا".
ومن حيث عدد الأشخاص المتضررين، كان الجفاف في إندونيسيا خلال الفترة من يونيو إلى شتنبر هو الأكثر تدميرا، حيث تأثر 18,8 مليون شخص (مقابل 18 مليون شخص في زلازل تركيا وسوريا).
وكانت الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية أعلى في العام الماضي من المتوسط (64,148) والمتوسط (19,290) خلال العشرين سنة الماضية. وي عزى هذا الارتفاع في الوفيات بشكل أساسي إلى زلازل فبراير التي ضربت تركيا وسوريا، والتي تمثل ثلثي إجمالي الوفيات التي سجلها المركز.
ويعتبر عدد الأشخاص المتضررين (93,1 مليونا) أقل من متوسط الفترة 2003-2022 (175,5 مليونا). ويفسر المركز هذا الانخفاض بالعدد المنخفض نسبيا لحالات الجفاف الجديدة في العام 2023.
وفي الواقع، يأخذ التقرير الإحصائي بعين الاعتبار فترات الجفاف التي تبدأ في العام 2023، ويستبعد تلك التي استمرت لسنوات عديدة، كما هو الحال في القرن الإفريقي. ويؤكد المركز في تقريره، أيضا، أن عدد موجات الحر والوفيات المرتبطة بهذه الأحداث تم التقليل من شأنها بالتأكيد، مع وجود معلومات معينة لا تزال ناقصة حول موجات الحر في أوروبا.
ومن حيث الخسائر الاقتصادية، كان العام 2023 أكثر تكلفة من المتوسط المحدد بين عامي 2003 و2022، حيث بلغت الأضرار 202,7 مليار دولار، مقارنة بمتوسط 196,3 مليار دولار. ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن الأضرار الناجمة عن ثلث الكوارث المسجلة بين عامي 2003 و2022 فقط هي التي تم توثيقها بشكل كامل.
وبالإضافة إلى الزلازل، حصدت العواصف والأعاصير نصيبها من الضحايا. ومن بين هذه الأحداث، كانت العاصفة "دانييل" التي ضربت ليبيا في شتنبر هي الأكثر دموية. وأودت الفيضانات التي تلت ذلك بحياة 12352 شخصا، من بينهم 8000 في عداد المفقودين، وق درت الأضرار بنحو 6,2 مليار دولار.
وكان إعصار فريدي مدمرا أيضا، حيث أودى بحياة 1209 شخصا في ملاوي وأثر على 2,3 مليون شخص. وكان إعصار "دوكسوري"، الذي اجتاح الفلبين والصين في نهاية يوليوز، ثاني أكبر الكوارث الطبيعية تكلفة، حيث قدرت أضراره بنحو 25 مليار دولار.
ويسجل التقرير، كذلك، العاصفة الاستوائية "أوتيس" في المكسيك، التي أودت بحياة 104 شخصا وتضرر مليون شخص، كما تسببت في أضرار بقيمة 12 مليار دولار. مما يجعلها أكثر عاصفة تكلفة يتم تسجيلها على الإطلاق في المكسيك.
وفي ما يتعلق بالفيضانات، فإن تلك التي اجتاحت منطقة إميليا رومانيا الإيطالية في منتصف شهر ماي، تعد من بين الأكثر تكلفة في العام 2023، حيث تقدر الأضرار بنحو 9,8 مليار دولار.
وشكل الجفاف، المقترن بموجة الحر، التي همت المناطق الجنوبية والغربية الوسطى من الولايات المتحدة، أكثر كارثة تكلفة هذا العام في هذا البلد، حيث قدرت أضرارها بنحو 14,5 مليار دولار.